arenfr
المحرر

المحرر

الأربعاء, 04 نيسان/أبريل 2018 08:57

ويتحقق الحلم ، من مذكرات فتاه من هناك..

 
 
#ويتحقق_الحلم.. 
من مذكرات فتاه من هناك.. 
قالت :
ثم ماذا؟؟! 
.. ثم في مثل هذه الأيام يحدث دائما أن تقوم الدنيا ولا تقعد، ركض هنا وركض هناك، حملات تنظيف، هجرات من الأسواق وإليها، تجهيزات عملاقة إن صح التعبير أو أنها كانت كذلك في نظري ، وكأن العيد سيكون بعد أيام، بل ما هو أكبر من العيد .. 
وطالما كنت تلك الطفلة التي تحرص على التجهز للعيد، بثيابي، إكسسواراتي وكل زينتي الأكثر من البساطة بساطة ، والتي اسهر على أن لا يمسها سوء ، بل لا أنام إلا وهي في حضني ، إنه أمان كنوزي الصغيرة انه فعلاً الأمان .. 
كنت على نفس الحال كم يوماً ، أساهم في التحضيرات مع الجميع تارة ، وأهرب للعب تارة أخرة، وحدث في إحدى المرات أن اخترت كي أكون من الحاملات لرمز السيادة الوطنية،  الراية الأكبر حجماً والتي ترفع في المنصة يوم العيد لترفرف عالياً، والتي بها تسمو آمانينا وتحلق هممنا لغد أفضل فيه تتحقق الأحلام ، وفيه يسود الأمن والأمان ، لم تكن كلماتي ،بل كلمات والدتي ، إذ كانت تردد ذلك لي وهي تعلمني كيف أكون ذلك اليوم حتى اشرفها واشرف الوطن، 
وقد كنت جد سعيدة  ، لأنها تريدني هكذا ، وكذلك لأنها جهزتني واختارت لي اغراض أكثر من المرات الماضية ، ومنها ما كنت أحلم بإقتنائه في أحلام يقظتي ومنامي ، جعلتني أحس أني جدا مهمة لذاك اليوم .
مرت الأيام ببطئ أبطء من بطء الحلزون هو ، إذ كانت تمر الساعة الواحدة مرور سنة كبيسة ، وكلي شوق أن تمر الساعات ويأتي العيد .. 
مبكراً أويت إلى الفراش تلك الليلة ، فقد اراد الجميع أن أشبع نوما، كي أكون جميلة في الغد، لكن العكس حدث، فلم استطيع النوم ولو دقيقة، استلقيت اتأمل سقف الغرفة وفي رأسي ضجيج أفكار متداخلة وخيالات متشابكة ما ألبث افكر في الواحد منها حتى يسحبني آخر مختلف كل الإختلاف ، لكنها جميعاً كانت تصب في قالب واحد وهو ما سيحدث في الغد، كيف سيكون العيد المشبع بالنصر، بالأمل وبجرعات القوة كما يقال ، جدا كنت اتشوق له ، لعيش اللحظة وكيف ستكون ساعاته ودقائقه ؟ 
ومن ناحية أخرة ، بالفعل تمدد الوقت تلك الليلة حتى احسست اني اجاهد الوقت حتى يمر وهو يرفض، اتقلب يمينا وشمالاً ،وكنزي في حضني احرص عليه حرصاً شديدا، وأخيرا تنفست القدر الصعداء ، إنه الصباح ، وقد رافق ذاك الصباح صمت جميل، ما لبث حتى تعالت الأصوات سريعاً ، الزغاريد وضج بالحركة ، إنه صباح مغاير ليس كأي صباح.. 
 فرحت فرحة لم يسبق لي أن شعرت بمثلها، وكأني ملكت العالم، قفزت قفزة واحدة طويلة ، ما أن لامست قدماي الصغيرتان الأرض،  وجدت نفسي في الفناء الخارجي للبيت ، يا إلهي كم أنا خارقة اليوم ، وكأني حلقت عالياً لا قفزت ، أسرعت أوقظ الجميع، استيقظوا استيقظوا جاء العيد، وقد كان الجميع بنفس حالتي يبدوا أنهم لم يناموا ليلة أمس. 
أسرعت بأخذ حمام سريع سريع وهرولت ألبس ثيابي،  وأتجهز وما إن أنتهيت من ذلك إلا وأمي فوق رأسي تزيدني توترا طالبة مني الأسراع أكثر و باغتتني بكلمة صادمة،  أنت من سيرفع العلم اليوم .. أنت من سيتشرف بلمسه في هذه الذكرى للنصر، 
أجبتها متسائلة، أوليس معي أخريات، قالت، بلى، لكنك الأهم بالنسبة لي، أنت وطني الصغير وبك يتشرف الوطن اليوم، 
تجهزت هي الأخرى سريعاً ، أخذت بيدي وتوجهنا إلى وسط المدينة إلى مكان الجمع،  منصة تحية العلم .
كانت الساحة ممتلئة إلى آخرها، الكل في قمة الأناقة وجاهز وكله استعداد،  مررنا على الصفوف الحشدية المرتبة بإتقان غير مسبوق ، ارتبكت قليلاً ، لكن كانت هناك مجموعة من الفتيات اللآتي سأكون معهن حتى نرفع العلم سوياً ، تشجعت بسماع صوت يهسم داخلي ،إذا عمت خفت ، مشيت رفقة الفتيات بضع خطوات تفصلنا عن المنصة ، تقدمنا تجاه سارية العلم ،اصطففنا حولها، كان شعوراً رهبياً ، كان كل الحشد الموجود يتأملوننا، احسست لوهلة أني أشحن أملهم ، وأني من تلك الحزمة التي تشع نوراً لحياتهم، مدتني نظراتهم قوة ، فتساءلت، لماذا لا استطيع المحاولة ، محاولة تغيير واقعهم؟ 
اختطفني خيالي المشبع بأملي الكبير سريعاً ، ووضعني على كرسي في مجلس الأمن لهيئة الأمم المتحدة، اناقش الوطنية الأبدية للازوادي المنتزعة منه بالقوة والديكتاتورية، اكشف أوراق القضية ومدى الشقاء، التعب والإنتماء للأرض المنسية أو المتناسى حقها في الحرية، في الاستقلال والازدهار الذي تمنعه تباعية، تلك التباعية التي لا تتحقق ولو كذباً إن تكلمنا بمنطقية ، وسحبتني من ذلك الحلم الجميل يد امتدت إلى ذراعي تنادي، هيا يا أزوادية ضمي علم السيادة الوطنية، واسحبي الحبل واجعلي الراية تعلو للسماء معلنة عن الحرية الأبدية، استمرار النضال حتى الاعتراف الكامل بالاستقلال وانتزاع كل حلم سطرناه ضمن قائمة احلامنا، فقد قال أحد الحكاء، لا تجلس وتنتظر من الآخرين تحقيق حلمك، بل انهض وحققه بنفسك  وقلنا في لغتنا :
 *أوا ترهيد اترت أوا ور ترهيد سوترت*.
.. يتبع. 
✒________سعيدة اوداد
الإثنين, 02 نيسان/أبريل 2018 16:19

أحداث وادي إسماغسماغن

 
 
ٱحداث وادي إسماغسماغن، 
صيفا وشتاء وجفاف وانتظار موسم هطول المطر،رعد يجلجل وبرق يشق السماء، ودعاء سقوط المطر، توقف الرعد توقف معه البرق وعم الهدوء أرجاء  الوادي، اصبح الناس يستنشقون عبير الورد ونسيم المطر، الأطفال يلعبون، والنساء تشد اوتاد  الخيم، الرجال في المراعي مع قطيع الغنم، وفي لحظة تأمل وٱنتظار, هبت عاصفة رعدية تتبعها رياح قوية، وإعصار وسيل جارف  جرف معه أوتاد الخيم،بين دعاء النساء و صراخ الأطفال وخوف الرجال، ووعاء الذئاب ونهيق الحمار وهوهوت  الكلاب وزقزقة عصافير الغابة، 
أذن المؤذن لصلاة النهاية ونادى تعالوا وصلوا معي صلاة الجماعة فهذه اولى بشائر الفناء، وقبل ان  يكمل الشيخ  الموعظة وقعت على ثقف خيمته شجرة فقطع الشيخ الصلاة وصعد  الهضبة،
سفينة النجاة،
حملت النساء اطفالهن واصعدنا قمة الهضبة، 
الآم الحائرة، والمرٱة الواعظة،..
في اعلى قمة الهضبة كان الموعد الذي تخشاه النساء، فعندما اكملت نساء العشيرة الصعود الهضبة،صرخت( ظيدن) يإلاهي  طفلتي الصغيرة(تقده)
 قد نسيتها في زحمة الفرار وصعود قمة الهضبة  في اسفل الوادي،
 فردت عليها(تين سلان) يا هذي  أنسي ٱمر طفلتك  اليوم واهتمي بنفسك وبهذا الطفل الذي تحملينه بين يديك، فلا اعتقد  ان هناك مخلوق يتنفس سيبقى  في الوادي  بعد اليوم حيا، 
انظري من حولك وانسي امر طفلتك الان، انظري  الى  الجثث  الحيوانات النافقة  التي تطفوا على سطح السيل وكٱنها قش يتقاذفها التيار،
تمعني انظر جيدا ولا تجرفك العاطفة إلى الهاوية،
انظري إلى حال الاشجار العملاقة في الغابة كيف تهتز وترتطم  وترقص و تتمايل  وكٱنها راقصة غجرية،
 وانظري إليها كيف تتطاير ٱغصانها  في الهواء مثل الورق وتخفي في عمق الوادي في لمح البصر،
انظري الى حال تلك الناقة التي يجرفها النهر هل هي اصغر منك؟ 
هل هي اخف منك وزنا؟
 كيف ان قوة التيار تحملها وكٱنها يرقى، 
بعد كل هذا مازلتي  تعتقدين ان طفلة صغيرة   مازالت في هذا الجحيم على قيد الحياة،
او أنك بمقدورك ان تنقذي حياتها من الموت، 
انت حقا(ظيدن) إمرٱة مجنوبة إذا فكرت مجرد التفكير في نزول الهضبة والتي هي سفينة النجاة لكل من صعد إليها، والعودة إلى الجحيم الذي يمثله دخول الوادي في هذا الوقت،
ظيدن وٱختها( تشرج)،
 وقبل ٱن تكمل المرٱة كلامها، لملمت( ظيدن) نفسها وسلمت طفلها الرضيع( إتوس) بعد ٱن ٱرضعته، إلى ٱختها الصغرى (تشرج)الجالسة، قربها قائلة لها ٱختي ٱنتي ٱقرب الناس إلى قلبي  وٱحبهم إلى نفسي وٱعرفهم بي،
 واسلمك فلذة كبدي ونور عيني وسرور فؤادي  ٱوصيك عليه خيرا فٱنا لا ٱثق عليه ٱحد سواك، حتى والده إن كان مازال على قيد الحياة لا تسلميه إياه الإ وانت معه وٱخبريه ٱن هذه وصيتي الٱخيرة،
 فبرما قد يتزوج من بعدي، ويٱتي بمرآة ٱخرى قد تسيء معاملة ٱبني، 
فٱنا لا ٱستطيع البقاء هنا، وطفلتي لا ٱدري عن حالها شيء هل هي ميتة ٱم حية في مكان ما في الوادي خائفة ترتجف وتبحث عني، وخصوصا انها عندما خرجت قبل العاصفة كانت في طريقها إلى الكهف حيث ٱنها تقوم منذ ٱيام  بتربية  ٱرنب صغير لها في الكهف وخوفا على الارنب  ٱن يقوم  ٱطفال العشيرة بقتله بنت له بيتا من القش في الكهف،
 وٱنا سٱحاول الوصول إلى ذلك الكهف مهما كلفني ذلك،وإذا كتب لي عمر جديد فساعود إليكم،
فٱبني ٱمانة، ٱمانة، ٱمانة، وٱتركها في عنقك،
وهذه المرٱة التي تتكلم وتتلوا علي العظات تلوه العظات وتحاول  اقناعي بالبقاء هنا على قمة هذه الهضبة المشؤومة،لم تتخلى عن  ٱبنتها وحيدة تائهة شريدة  في الوادي لا تعلم عن حالها شيء،
 ولا تشعر بالهب الذي يشتعل في داخلي،
فلم تستطيع (تشرج) ان تخفي حزنها وٱلمها على ٱختها فرتطمت في حضنها ودموعها تسيل على خدها فضمتها ظيدن إلى صدرها ولتخفف من حزنها قالت ظيدن  لٱختها ٱختي لا تبكي ولا تحزني ولا يكون إيمانك ضعيف (سيملي) مثل إيمان هذه المرآة التي تعتقد ٱن هذه الهضبة يمكن ان تحميها مما كتب لها،
 ٱنسيتي كل القيم السامية التي زرعها فينا آبانا  قبل ٱن يرحل ،
 بكلماتها ٱنزلت ظيدن  الطمٱنينة في قلب ٱختها، 
وتركتها ونزلت ظيدن الهضبة  والنساء يصرخن خلفها،لكنها لم تلتفت إليهن ولم تبالي بصرخاتهن المتكررة، فما كان من ظيدن  إلا ان دخلت  التيار الجارف مستسلمة نفسها لسفينة للقدر،
مختفية عن الأنظار والكل على يقين ٱنها لن تعود، وٱن كلماتها مع ٱختها هي ٱخر كلماتها وٱن رضعة   طفلها هي رضعته الٱخيرة في هذا الوجود،
الازواج''''
كان زوجها ( اكلي ) ككل ٱزواج  نساء  العشيرة غائبا عن العشيرة، 
وقت حدوث الكارثة في الجانب الاخر من الوادي،مع قطيع الماشية، وبعضهم في رحلة الشتاء والصيف إلى وادي الملح، لم
يكون  ٱحد في العشيرة عصر ذلك اليوم  ما عدا النساء والاطفال وكبار السن، وحتى شيخ العشيرة(ٱنموكال) كان في رحلة قصيرة  إلى المدينة،كان كل شيء  يوحي منذ الصباح بٱن الوادي  سيعيش يوما  مختلفا  عن كل الأيام السابقة فمنظر الغيوم  وهي تغطي السماء وتحجب رؤية  الشمس عن الوادي 
والرعد الذي يجلجل  ويزمهر والبرق الذي  يشق السماء منذ الصباح، يجعل اجهل الجاهلين باحوال  الطقس  في الصحراء يدرك ان اليوم في وادي(إسمغسماغن) سيكون يوم مختلف كليا،
 لكن لا ٱحد يمكنه التنبوء بحجم ما قد يحصل،
رجال العشيرة،،،
 من كان في قطيع الماشية من رجال عشيرة وادي (إسمغسماغن) في الجانب الاخر من الوادي  قبل حدوث الكارثة، 
بينما هم جلوس بعد يوم طويل وشاق من العمل في القطيع،
 يتبادلون اطراف الحديث وقصص الطفولة ليس لهم علم بحجم الكارثة التي وقعت لعائلتهم. 
 فمنهم من يسلخ الشاة ويجمع الحطب ويعجن الدقيق( تاجلا)
كان الجميع  في الحقيقة في قمة السعادة التي لن يصل احد إلى معناها إلا من قضى حياته تائها  في الصحراء،
 ٱكلي،،،وتنبؤه بسيل،،،
 فبعد والجفاف وفصل الصيف الطويل  ونفق  الكثير من رؤوس الماشية، ،ومشقة  فراق الاهل والاحبة،
 والانتقال من وادي إلى وادي في رحلة التي لا تنتهي إلا بقدوم الربيع رحلة  عنوانها البحث  الدائم عن الكلٱ والماء ، 
 وعندما بدٱت زخات المطر تتساقط  ٱقترح عليهم (ٱكلي)  ٱن يخرجوا القطيع من الوادي ويذهبوا به الى مكان خارج مجرى النهر،
فرد عليه احد الرجال مستهزئن برٱيه، 
موجها كلامه إلى ٱكلي ٱنا ٱكبر منك سنا وٱكثر منك دراية وخبرة  بتقلبات  الطقس في هذا الوقت من السنة،
  والسماء التي ٱراها لا ٱعتقد ايضا  انها ساتمطر على هذا الوادي،
 اما الرعد والبرق والغيوم التي تغطي السماء دليل على ان السماء امطرت فعلا لكن  في مكان ما ربما في الادوية البعيدة، 
 (ٱكلي) لا ٱدري لكن تحسبا لأي طارئ لا بد ٱن نخرج قطيع الماشية من مجرى الوادي، استجابوا بعض الرجال من رعاة الماشية  لرٱي  (ٱكلي)  فهو رغم صغر سنه يتمتع بذكاء وفطنة،تمكنه من قرٱة تقلبات الطقس في هذا الوقت من السنة، وبعضهم لم يبالي برايه فتركوا قطيعهم يسرح في الوادي،
 وٱثناء جمع ٱكلي ومن استجاب لرٱيه  من الرعاة  القطيع المتناثر بين اشجار الوادي، 
صرخ رجل من بين الذين عارض رٱيه،
 ٱخرجوا القطيع من الوادي،وما ان ٱكمل  الرجل كلماته حتى شاهدوا عن قرب لسان السيل يجرف كل ما يجده في طريقه،
فبدٱ الرعاة  يركضون خلف الماشية محاولون اخراجها من مجرى الوادي قبل ان يصل اليهم السيل، 
لكن الوقت قد فات والتٱخر  على إخراج كامل القطيع من من مجرى الوادي قبل وصول السيل لكثرة القطيع وانتشاره  بين اشجار  الوادي،
 وبرغم محاولة الرعاة  انقاذه القطيع امام السيل إلا ٱن محاولاتهم باءت كلها بالفشل،
 بينما خرج ٱكلي ومن معه من الرعاة بقطيعهم  الى  خارج مجرى النهر، وعندما الطمٱنوا الرعاة على ماشيتهم من السيل جاء احدهم إلى ٱكلي وشكره على الرٱي الذي تقدم قائلا لو لم نسمع إلى رٱيك وتركنا القطيع في الوادي  لا كان مصيرنا كهؤلاء الرعاة الذين فقدو نصف قضيعهم  في السيل، فشكر الرجل اكلي على سداد رٱيه وذهب،
  
 الآم ظيدن،،
حينما رمت ظيدن بنفسها في مجرى السيل لا تفكر إلا في كيفية انقاذ ابنتها( تقده) يدفعها احساس الآم بٱن ٱبنتها مازالت على قيد الحياة وهي في مكان ما في هذا الوادي وتنتظر من ينقذها، فلم ينتابها الشعور بتردد، ٱلقت نفسها في السيل المتدفق متوكلة  على خالقها، والتيار يتقاذفها وجدت جذع شجرة يطفوا فوق الماء فتمسكت به حتى تخيل إليها ٱن الذي بين يديها ليس مجرد جذع لشجرة انما شيء مرسل  لينقذ حياتها وتنقذ حياة ابنتها، بينما هي بين حالة  الوعي والاوعي سمعت صوتا اعتقد في البداية انها مجرد تخيلات فتماسكت نفسها وخرجت نفسها من حالة والاوعي التي كانت تعيشها فبدٱ لها الصوت مٱلوف وقريب فرفعت نفسها قليلا حتى وضعت صدرها على الجذع وٱنصطت تحاول تحديد مصدر الصوت وجهته لكن الصوت ٱنقطع فكادت ان تعود  إلى حالة الاوعي الذي كانت فيه قبل ان تسمع صدى الصوت ،فتكرر الصوت، لكن هذه المرة كان الصوت ٱقرب وٱكثر وضوحا فميزت الصوت فتٱكدت ان هذا الصوت ما هو إلا صوت ٱبنتها فزال عنها التعب والارهاق ولم تعود تشعر بٱي ٱلم في جسدها رغم كثرة الجروح و الصدمات التي تعرضت لها في طريقها إلى  ابنتها. وعندما تيقنت ان الصوت هو صوتها ابنتها تخلت الجذع  تمسكت  بشجرة عملاقة فبدٱت بتسلقها حتى وصل إلى منتهاها،
 ونادت  على ابنتها تقده انا ٱمك ٱين ٱنت؟
 وكررت النداء حتى ردت عليها ٱبنتها بصوت مبحوح ومرهق آنا -آنا  ٱنا هنا في الكهف،
 فردت الآم على ٱبنتها بصوت مرتفع ٱنتظريني في مكانك  ٱبنتي لا تتحركي ٱنا في طريقي إليك، ومع دخول ظلام الليل وانعدام الرؤية في الوادي،  وارتفاع منسوب مياه السيل اصبح من غير الممكن بل من المستحيل ٱن تصل  ظيدن  إلى الكهف الذي يحاصر فيه السيل ٱبنتها، مع كل هذا تبقى كلمة المستحيل غير موجودة في عرف الامهات عندما يتعلق  الامر بحياة وسلامة ابنائهن،وهي جالسة في اعلى الشجرة ممسكنة بغصن تنظر يمينا وشمال تبحث عن وسيلة تصل بها إلى ٱبنتها، ولم تعود امامها الكثير من الخيارات فمنسوب الماء يزداد وتخشى ان يصل الماء الى باب الكهف قبل ان تصل هي إلى الكهف، ٱتخذت ظيدن قرار جريء   غير محسوب العواقب  فقد عاودت الابحار لكن هذه المرة ضد  التيار  فالكهف الذي يخرج منه صدى صوت ابنتها (تقده) ٱصبح خلفها الٱن،
 وتحتاج إلى معجزة إلاهية حتى تتمكن من الوصول إليه، 
لم تستطيع في البداية ٱن تجاري قوة التيار  فجرفها التيار حتى كادت ٱن تفقد الوعي،
لكنها ٱستجمعت قواها عندما سمعت صرخات طفلتها وهي تخبرها ٱن الماء بدٱ يتدفق إلى داخل  الكهف.
فغطست  في عمق الماء على عكس مجرى التيار وتمسكت بشرة تلوا شجرة وكلما تعبت ٱخرجت رٱسها من الماء حتى تتنفس وتحدد جهة الكهف،
 ثم تعاود الغطس  والابحار في عمق الماء وهي على تلك الحالة  حتى وصلت إلى الكهف،
 وعندما دخلت الى الكهف وجدت طفلتها الصغيرة في حالة صحية مزرية،
 فاضمتها إلى صدرها وخرجت بها من  الكهف إلى مكان مرتفع.
 وقالت لها نحن سنبقى هنا حتى ينخفض منسوب المياه ثم ساعود بك إلى البيت وإلى ٱخيك،
 وسٱلت تقده ٱمها عن ٱخيها الصغير(ٱتوس) فٱخبرتها بٱنه بخير وقد تركته مع خالته تشرج فرتاحت تقده وغاصت في نوما عميق، وعندما ٱطمٱن ٱكلي على القطيع  نادى على ٱبن عمه "دوش" وٱخبره بٱنه  سايتجه الان إلى العشيرة فهناك شعور  ينتابه في داخله  يخبره بٱن ٱسرته ليست بخير، فلم يكون من دوش إلا ٱن قال لابن عمه ٱذهب ٱنت الٱن وٱنا سٱبقى مع القطيع في المراعي حتى عودتك.
ٱنطلق ٱكلي في ساعته  ومع بلوج الفجر وصل إلى العشيرة  وكان شعوره صادقا،
فلم  يجد من عائلته الصغيرة سوى ٱبنه الصغير ( إتوس) عند خالته تشرج التي ٱخبرته بقصة زوجته وٱبنته،
فلم يكون  منه إلا ٱنه دخل  الوادي الذي ٱصبح حقل من الوحل، باحثا عن زوجته وابنته وهو في طريقه إلى الكهف، راء زوجته من بعيد تسير في الوحل وبين ركام الأشجار  تسقط تارة وتقف على قدميها تارة أخرى وعلى ظهرها تحمل ٱبنتها الصغيرة،تقده، الغارقة في النوم،
من فرحته نسى ٱكلي  نفسه وتخلى عن كل  العادات والتقاليد الاجتماعية التي تقيد رجال العشيرة، تحرم عليهم  عناق الزوجين في الخلٱ،
 فعانق زوجته وضم  ابنته إلى صدره بكل شوق وفخر وحرارة،
 وخرج بهم من الوادي ولم يصدق احد من العشيرة  ٱن ٱظيدن وٱبنتها مازالتا على قيد الحياة حتى جلست بينهما هي وطفلتها، 
فتحشمت(تين سلان) التي كانت تسخر من ظيدن وتعتبر ذهابها للبحث عن ٱبنتها في الوادي ضرب من الجنون 
 ٱجتمعت العائلة ولملمت جروحها،
  وشكر الآب ربه على حسن الخاتمة.
قصة إهديها إلى ٱمهاتنا ٱمهات ٱبناء شعب الصحراء الاتي تحملنا من ٱجلنا من مشاق ما لا يمكن لخيال كاتب ٱن يتخيله،ولا لقلمه ٱن يكتبه،،
 كتب الأستاذ : إدول السعيد
صورة ايوب أغ شمد 
تعد منظمة إموهاغ الدولية من المنظمات الحقوقية الغير حكومية، ذات الطابع القانوني السلمي  والغير الربحي ، فهي مؤسسة تدافع عن حقوق كلتماشق في كل الميادين  ومن خلال الندوات والمحاضرات  والتقارير والنشرات الدورية والبيانات والمقابلات الصحفية  والحملات التوعوية وغيرها من الوسائل.
بعد هذا التعريف المختصر، نرحب بجميع القرّاء والمتابعين في كل مكان، كما نرحب بضيفنا الكريم رئيس منظمة ايموهاغ الدولية الجديد الأستاذ أيوب أغ شمّد، الذي نودّ من خلال هذا اللقاء الذي نجريه معه عبر منبر موقع تُومَاسْت التعرف عن منظمة إموهاغ الدولية ( متى تأسست، وماهي أهدافها، ومسارها، وتوسعها، وإنجازاتها وطموحاتها .....).
 
موقع توماست: سعادة السيد الأستاذ أيوب نحن تابعنا معا ظهور منظمة إموهاغ الدولية  في السنوات الأخيرة  وتابعنا بعض انشطتها  ممكن تحدثنا ولو بإختصار عن منظمة إموهاغ وأهدافها ؟
السيد أيوب:  شكرا لكم لإتاحة الفرصة  في هذا الموقع الفتئ  الرائد توماست ويب  .
 
بخصوص سؤالكم فإن منظمة إموهاغ الدولية  فهي منظمة حقوقية سلمية دولية وغير حكومية ولا تسعي للربح  ، انطلقت دفاعا عن حقوق كلتماشق في كل الميادين  ومن خلال الندوات والمحاضرات  والتقارير والنشرات الدورية والبيانات والمقابلات الصحفية  والحملات التوعوية وغيرها من الوسائل.
تهدف المنظمة إلي صيانة حقوق الإنسان  في بيئة كلتماشق عموما ونشر ثقافة الحقوق وقيم العدالة  والشفافية  ، كما تسعي المنظمة إلي حماية الأماكن التاريخية و الآثار  والحفاظ على  البيئة  المحلية وكذا خلق جسور التواصل بين مجتمع إموهاغ لتسوية ما قد ينشأ بينهم وبين دولهم من نزاعات  .
 
موقع توماست: متى تأسست منظمة إموهاغ الدولية، وما هي أماكن تواجد مكاتبها ومندوبيها؟
 
السيد أيوب: المنظمة تأسست للمرة الأولى  عام 2012 في بريطانيا  وقبل أن تنطلق انطلاقة قوية ظهرت قناة توماست عام 2014  وتم صب كل الجهود علي القناة وبقيت المنظمة في حالة ركود ؛ فالسيد  أكلي شكا المدير التنفيذي  للمنظمة في تلك الفترة  هو نفسه المدير التنفيذي  للقناة ومن الصعوبة بمكان  تسيير جسمين بذاك  الحجم في آن واحد  .
بعد إغلاق القناة  وما تركته من فراغ  في الساحة الإعلامية  إرتأينا  ضرورة  العمل تحت جسم قانوني يعطي نشاطنا حجما أكبر، فحددنا  موعدا في باريس للإجتماع  حول تحريك منظمة إموهاغ الدولية  من جديد ونقل مقرها من بريطانيا إلي فرنسا حيث جاليتنا  أكثر أعددا  ولعدة  اعتبارات  لا يتسع المجال لذكرها .
 
فعلا تم الإجتماع وحضره عدد لابأس به من النشطاء وتمت دراسة كيفية تحريك المنظمة وإجراء بعض التعديلات على  نظامها ومن ثم تقديم ملفها إلي الجهات المختصة لإعتمادها  وتم كل ذالك علي ما يرام واعتمدت  المنظمة رسميا ومنحت ترخيصا  قانونيا لمزاولة نشاطها الحقوقي  ونشر في الجريدة الرسمية  في التاسع عشر من أبريل عام 2016.
بالنسبة للشق  الثاني من سؤالكم والمتعلق بمكاتب ومندوبي  المنظمة يمكنني  القول أن المنظمة ليس لها مكاتب بالشكل التقليدي المعروف وإنما هناك مندوبين للمنظمة في عدة دول  مثلا في النيجر وأزواد والجزائر  وليبيا وفي الدول الأوروبية  مثلا ألمانيا  وايضا المكتب التنفيذي هنا في فرنسا وهناك مندوب للمنظمة في أمريكا وأخر في كندا .
 
موقع توماست: يبدو أن فكرة الحقوق والدفاع عنها بوسائل سلمية ليست واضحة لدي الجميع ...ممكن توضيح هذا المجال أكثر وكيف يمكن الدعم فيه ؟
 
السيد أيوب: فكرة الحقوق أو الحقوق التي تدافع عنها المنظمة هي الحقوق التي  ينبغي أن يتمتع بها كل إنسان كالحق في الحياة والحرية والتساوي مع الآخرين وعدم التعرض للتعذيب وكذا الحق في التعليم وحرية السفر والتنقل وهذه الأخيرة أي حرية التنقل هي ما يحرص عليها الكثير من أفراد كلتماشق وكثيرا ما تم زج العابرين للحدود في السجون بل وصل الأمر الي إطلاق النار علي بعض الأشخاص والأمثلة كثيرة  علي الحدود الجزائرية الأزوادية " تين زواتين" وكذا منفذ إنقزام  .
 
والمؤسف أن شعب كلتماشق  مخاطب  بالقانون في حالة الإدانة والتجريم فقط ، أما إذا طالب أحدهم بإستخراج  وثيقة سفر مثلا أو رخصة تجارية فلن تجد القانون معه أو من ينفذونه  وتجد نفسك مجبورا  علي العمل خارج القوانين ثم تأتي الدولة من تلك الدول وتصنفك  كمتمرد  علي القوانين ومنتهك  لحرمة حدود وتحت هذا وهذاك تتم  التصفية باسم الإرهاب وانتهاك  حرمة حدود .
ومن هنا وجب الدفاع عن حقوق الناس في التنقل وتمكينهم  من أمتلاك  الوثائق اللازمة .
وقبل أن أختم هذه الجزئية بودي  تذكير نشطاء كلتماشق والمهتمين بالحقوق ضرورة التحرك ورصد كل الإنتهاكات التي تحدث من حولهم وتقديمها للمنظمة فبسبب الإهمال والصمت أصبح دم الناس أرخص من الماء وتم اعتبار مناطقنا التقليدية علي أنها أرض فلاة يمكن فيه صيد الإنسان مثل الغزال بلا رقيب ولا ناكر .
 
موقع توماست:هل هناك نتائج ملموسة لحل الإشكاليات والقضايا التي تدخلت فيها المنظمة خلال الفترات السابقة ؟
السيد أيوب: أولا إحداث  نتائج يمكن أن يلمسها  الجميع في واقع حقوق الإنسان  مسألة في غاية الصعوبة وعملية بطيئة ولكن أستطيع القول أن منظمة إموهاغ  من خلال الملفات التي  تم تقديمها الي محكمة لاهاي فيما يخص حرب أوباري  والتقارير التي قدمتها المنظمة إلي الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في جغرافية إموهاغ التقليدية وقضايا البيئة وما تحدثه الشركات التجارية والحروب من تلوث  في البيئة  وأضرار صحية ...كل تلك المسائل تم التنبه لها وشعرت بعض الدول والهيئات الحكومية  والشركات أن إموهاغ اليوم يملكون وسائل جديدة للدفاع عن حقوقهم ولم يعد احتراف الإجرام في أرضهم كما كان مجرد أرض خلاء أفعل فيه ما تشاء بلا رقيب .
ومع هذا لا أجزم أن المنظمة حققت نجاحا تاما فالنجاح  في نظري مسألة نسبية دائما.
 
موقع توماست: كيف يمكن لشاب من شباب إموهاغ أن ينضم للمنظمة وهل هناك شروط معينة لطريقة الإنضمام أم هي منظمة مغلقة بعدد محدد من الأعضاء ؟
السيد أيوب: طبعا الإنضمام للمنظمة مفتوح للجميع وفق أهدافها ونظامها وهي منظمة مفتوحة يمكن كسب عضويتها حتي من غير كلتماشق من الإثنيات التي تتقاسم مع إموهاغ نفس البيئة وهضم الحقوق كالعرب  وغيرهم ، فنحن ندافع عن الحقوق ونرفض الظلم بغض النظر عن من وقع عليه في أوطاننا... وحتي الجمعيات والمؤسسات الإعتبارية يمكنها اكتساب عضوية المنظمة كمراقب.
جدير بالذكر هنا أن المنظمات الحقوقية تستهدف  الناشطيين  الحقوقيين  - والحقوقي هنا لا تعني خريج حقوق بل ذو حس حقوقي -  الذين يشعرون  بألم حال  تعرض اي إنسان  للتعذيب أو للإضطهاد  أو مورس  عليه تميزا عنصريا بسبب اللون او اللغة أو المعتقد .
 
موقع توماست: كيف يمكن إفتتاح فروع لها في كل مناطق تواجد كلتماشق أم تكتفي المنظمة بالناشطين والمتطوعين والحقوقيين فقط لتغطية كافة أعمالها ؟
 
 
السيد أيوب: هذا السؤال الأخير إجابته ستكون قريبة من الذي قبله ويمكن القول أن اية مجموعة من الشباب أرادوا  تأسيس فرع للمنظمة في منطقتهم يمكنهم ذالك بعد قراءة برنامج المنظمة وشروطها وفهم رسالتها ورؤيتها فيتم إعطاء الإذن لهم من قبل الجمعية العمومية  وعندها يمكنهم استعمال شعار المنظمة في أعمالهم كالندوت  حول ثقافة الحقوق والدفاع عنها وورش  عمل وحملات حماية البيئة وحقوق الطفل في التعليم والغذاء ومياه نقية.
 
 
ختاماً نشكرك لقبولك الدعوة مرة اخرى والاجابة على اسئلتنا بصدر رحب ونعتذر على الاطالة تحياتنا لك ولكافة رواد موقع توماست.
 
أجرى الحوار الاستاذة فاطمة ولت هيتا
الأحد, 01 نيسان/أبريل 2018 16:28

الزيارة التي قلبت الموازين

 
 
#الزيارة_التي_قلبت_الموازين ✌
في منتصف شهر مارس آذار المنصرم قام السيد بلال اغ الشريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد والرئيس الدوري الحالي لتنسيقية الحركات الأزوادية بزيارة لولايات غاوا وتنبكتو وتاودني  , أستهل هذه الزيارة بمدينة بوريم وقرية ديدي الواقعتين على ضفاف النهر. 
هذه الزيارة أو الجولة  تأخرت كثيرا ولكنها جاءت في الوقت المناسب وحققت المراد منها ولله الحمد , شملت هذه الجولة عدة مدن وقرى أزوادية البعض منها تابع لولاية غاوا والبعض الآخر تابع لولايتي تنبكتو وتاودني و وسنذكر عددا منها على سبيل المثل لا الحصر (بوريم , ديدي , املاش , كويجما , أقني السلام , رأس الما , بير , أنالي حيث دائرة ديري , غرغندو , أمروش في دائرة غندام وفويتا وليرة في دائرة النافونكا وزرهو وإرسان .
خيمت أجواء الفرح والبهجة والسرور على فعاليات الجولة منذ البداية حتى آخر لحظة وشاهدنا السكان يحتفلون ويستقبلون الرئيس بكل فرح وسرور وبرحابة صدور نادرة ما شاهدناها وبالرقصات الشعبية التقليدية وباستعراضات للفنون القتالية المتوارثة عبر الأجيال وبالهدايا الرمزية وبالاشعار  والأغاني والهتافات والزغاريد وصيحات الصبيان (أزواد مالي نو) التي  واكبت الجولة منذ البداية حتى النهاية ومن شاهد الزيارة يخرج بنتيجة مفادها أن أزواد دولة حقيقية لا يربطها بمالي سوى  الورق وأن جولة الرئيس بلال كانت ترقى لمستوى زيارة رئيس دولة . 
كما أن شيوخ القبائل والقادة المحليين وكبار المسؤولين وممثلي الحركات الأزوادية قاموا بواجبهم على أحسن وجه في إستقبال السيد بلال اغ الشريف وتوفير الأمن له وللوفد المرافق المتكون من القائد الشافعي اغ بوخدا والحسين ولد السالك وسيدي اغ باي وامغار اغ ايخيا وغيرهم. 
برهنت هذه الجولة على وحدة الشعب الأزوادي وعلى تعطشه للحرية والاستقلال من كيدال حتى تاودني ومن بوريم حتى أقني ورأس الما كما أكدت لنا جميعا أن الشعب الأزوادي بكل مكوناته لم يعد يلتفت إلى الخطابات العنصرية أو الاثنية أو العرقية وبات يتطلع إلى ماهو أفضل ويسعى إلى ما يوحده وليس ما يفرقه. 
تركز خطاب السيد الرئيس على لحمة الشعب الأزوادي ووحدته وتفاهمه وتماسكه وتعاضده وتسامحه وتأمينه لأرضه بنفسه وحفظه لجاره وحرصه على سلامته ونبذ كل ما يفرق ويشتت ويحول دون توحيد كلمة وصف الشعب الأزوادي , كما أشار إلى صعوبة التحديات التي تواجه المشروع الأزوادي في هذه المرحلة خاصة وطالب الجميع بشد الأحزمة حتى يتم تجاوز كل العقبات الحالية. 
الجولة جاءت في وقت حرج جدا بالنسبة للسلطات المالية التي ستواجه عقوبات محتملة من قبل مجلس الأمن في حالة عدم تطبيقها لاتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر في نفس الوقت الذي تحضر فيه نفسها لتنظيم الإنتخابات الرئاسية المقبلة التي باتت على الأبواب ومع ذالك كان لا بد من تعكير صفو الجولة الناجحة لرئيس تنسيقية الحركات الأزوادية التي أبهرت السلطات المالية بنجاحها فقام رئيس الوزراء المالي سوميلو بوبي ميغا بزيارة معاكسة لمدينة تسليت وكيدال وغاوا ووسط البلد في ولاية موبتي , لم تكن الزيارة ناجحة ولا حتى مقبولة بل سريعة وخاطفة ولم تلقى الزخم الإعلامي المطلوب لها كما أن الشعب الأزوادي قام بمقاطعة رسمية لها ولم يجد الوزير المالي سوى مجموعة صغيرة من قادة سيما وعلى رأسها الأمين العام للمجلس الأعلى لوحدة أزواد العباس اغ انتالا في انتظاره  وكان المنظر باهتا جدا ولم نشاهد أية مناظر إحتفالية بمناسبة قدوم الوزير المالي كما جرت عليه العادة من قبل وأبت المناضلة الأزوادية المعروفة بكدي وأخواتها إلا أن يعكرن مزاج السيد الوزير ووفده المرافق فكسرن آذانهم بأزواد مالي نو ورفعن اعلام أزواد فوق رؤوسهم وعن أيمانهم  وعن شمائلهم ومن تحت أرجلهم فانسحبوا صاغرين يجرون أذيال الخيبة والهزيمة ولم تحقق الزيارة ما أريد لها وهو التغطية على جولة الرئيس بلال أغ الشريف التي كانت جولة ناجحة بكل المقاييس العالمية وليس المحلية.
لقد أثارت هذه الجولة حفيظة وسائل الإعلام المالية إلى درجة أن صحيفة التجديد" le renouveau " عنونت صفحتها الرسمية  بصورة الرئيس بلال وعلق الكاتب قائلا" بلال يستقبل في بوريم إستقبال رئيس الجمهورية " وأضاف قائلا إن من المحزن هو أن الأهالي استقبلوه بكل فرح وسرور وبالاحتفالات والزغاريد والأغاني والرقصات التقليدية وقال أيضا أن الهدية الرمزية التي قدمت له هناك كانت نفسها التي قدمت للرئيس بوبكر كيتا أو أفضل منها حتى, وأضاف قائلا أن هذا التصرف لا يتماشى مع مبادئ إتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر ووصف الجولة بأنها مثيرة للجدل واستفزازية إلى حد بعيد. 
وعلى الصعيد المحلي داخل أزواد حققت الزيارة عدة نتائج إيجابية ومنها على سبيل المثل لا الحصر كونها شملت عدد كبير من القرى والمدن الأزوادية وشملت كل مكونات الشعب الأزوادي من العرب والسنغي والطوارق والفلان ومن جاورهم كما نتج عنها التحاق الكثير من القيادات العسكرية والمواطنين العاديين بصفوف تنسيقية الحركات الأزوادية بشتى فروعها وعادت حركة CJA بقيادة العقيد العباس أغ محمد إلى أحضان الحركة الوطنية لتحرير أزواد وغيرها الكثير والكثير ممن التحقوا بصفوف التنسيقية. 
لقد فضحت هذه الجولة الميمونة الكثير من الذين يدعون أن التنسيقية فقدت شعبيتها في منطقة الوسط والمنطقة الشرقية من أزواد وبات واضحا أن التنسيقية في قلوب كل الشعب الأزوادي من تنزواتن حتى دونزا وعلى القادة الأزواديين أن يحولوا ذالك الإستعداد الشعبي إلى فعل ملموس على أرض الواقع وذالك عبر الإهتمام والتواصل الدائم مع أهالي هذه المناطق البعيدة جدا عن مقر التنسيقية في كيدال وإحساسهم بأن التنسيقية تضعهم في محط انظارها وأنها مستعدة لحمايتهم في حالة الحاجة كما عليهم أن يفهموا أن مالي والمجتمع الدولي المتواطئ معها ضد أزواد يريدان تحجيم القضية الأزوادية وحصرها في حيز ضيق جدا يتمثل في منطقة كيدال وما حولها ويسعى جاهدا لجعل القضية الأزوادية هي مشكلة مكون واحد أو مكونين فقط من المجتمع الأزوادي وليس الكل وذالك لتحجيمها وتفريغها من محتواها في آخر المطاف , ولقد رأينا أنه كلما حاولت قيادة التنسيقية تعميم القضية على كل المناطق لقت تجاوبا سريعا ونتائج ملموسة من عامة الشعب الأزوادي الأزوادي وقياداته التقليدية والعسكرية إذن فلم نحجم أنفسنا وأرض أزواد واسعة فلنمشي في مناكبها .
بقلم / بابا سيدي محمد الفردي
طموح “زرهو” يقود “كلنصر” للبحث عن حسم لرهاناتهم الشائكة
مع نهاية مارس وبداية تحول المناخ في ضواحي “تينبكتو”، تستبق “زرهو” دخول إبريل لتشكل ملتقى لقبائل الأنصار “كلنصر” ومشايخها وكوادرها على مدى يومين حافلين بالاجتماعات والقضايا العالقة.
وحملت طائرة الأنتونوف الأممية رئيس المجلس الأعلى لقبيلة الأنصار “كلنصر” عبدالمجيد اغ حمد أحماد الملقب ب”ناصر” من العاصمة باماكو متجها لمنتجع القبيلة في “زرهو”.
بلدة طموحة
موعد يجدد حقبا كانت فيها البلدة منتجعا يلوذ به أبناء “كلنصر” من زمهرير الصيف، حيث تشكلت كجزيرة من روافد نهر النيجر قبل نحو 200 عام.
اقتبست “زرهو” مشاعل العلم من ولايتها تينبكتو، وناءت بثقل المعرفة والتنوير حين حلّ بها علماء وقادة، وكانت منارة إقليم “بير”، تشكل حدا فاصلا بين “تغاروست” و”الكصبا”، وتطل على “غاو” من موقعها.
وفيما يفد مئات المشاركين إلى البلدة، تهيأت منازل ساكنتها للحفاوة بهم، يحيلون شط النهر إلى مساحة للملتقى، ينصبون الخيام ويهيئون المفارش، يرفدون الضيوف بكرمهم المتأصل ونبلهم المعهود.
لم تعرف “زرهو” الأبنية المعمارية إلا مطلع ثمانينات القرن الماضي حين اتخذها الرحّل مستقرا ومقاما، فتحولت لأيقونة تجلل الشرق بطموحها المتطلع للتحول إلى مدينة عصرية من قلب الصحراء الكبرى.
ملفات شائكة
استطاع ابريل أن يفرض طوقه الزمني على آخر زوبعة ثورية في منطقة أزواد، حينها تبعثرت كافة الأطر الاجتماعية واختلت موازين القوى، عطفا على فقدان ركائز الحياة، وألقت بظلالها على أمن وسلامة البلاد والعباد والصحراء وصولا إلى الساحل.
ورزحت “زرهو” كغيرها تحت وطأة النزاع المسلح، واختار أهلها البقاء على الحياد، فيما تنازع بعض ابنائها مشارب الطيف المتقاتل على كعكة الأرض والمغانم والمكتسبات الهزيلة.
ويبحث رئيس قبيلة الأنصار “كلنصر” عبدالمجيد بن محمد أحماد من خلال اجتماعه في “زرهو” مناقشة القضايا الراهنة للقبيلة وأبعاد وتأثير المكون القبلي في الساحة العامة، كما سيتناول تطبيق اتفاق السلم والمصالحة الموقع في الجزائر، وصياغة وجهات نظر متقاربة والتأكيد على مبادئ حسن الجوار.
يومان يستندان على إرادة التغيير في “زرهو” والمضي نحو تشكيل موقف حاسم للقبيلة، فيما تواجه “زرهو” عواصف التقلبات الجوية والتراشقات الإعلامية، فهل ستحمل “زرهو” جديدا لمترقبيها أم إنها ستثقل قلوب متابعيها بالمزيد من القضايا العالقة والملفات المفتوحة?.
*عبدالرحمن الصالح

 

صورة أكلي شكا في زيه التقليدي

 

 

في الآونة الأخيرة، تناولت بعض الاقلام الناقمة على الطوارق في ليبيا المدفوعة الاجر اغلبها من خارج ليبيا والتي حصلت على تغطية إعلامية من قبل المنابر والقنوات الليبية المؤدلجة التي يستفيدمنها أطراف الصراع السياسي في ليبيا، تناولت هذه الاقلام مكون الطوارق في ليبيا كمكون غريب عن جسد التركيبة الاجتماعية الليبية٬ وصورتهم للعامة كخطر على السيادة الليبية وتشويها خلقيا لتركيبتها الاجتماعية.  قدم هؤلاء المأجورين٬ الطوارق سكان المنطقة الأصليين٬ للمتلقي الليبي البسيط ضمن قائمة المجموعات التشادية والسودانية الغازية للجنوب الليبي ووضعتهم في سلة واحدة، رغم كون الطوارق اول ضحايا لغزو هذه المجموعات في حرب اوباري في عام 2015 التي استمرت قرابة ثلاثة سنوات كلفت أبناء الطوارق كثيرا ولكن نجحوا في افشال المخطط الفرنسي لاحتلال الجنوب الليبي الذي تعيش مدينة سبها هذه الايام ارتداداته. 

 

ومن بين أبرز هؤلاء الذين خرجوا علينا فجأة دون سابق انذار عبر بعض القنوات الليبية٬ هو السيد إبراهيم هيبة الذي قدم نفسه كخبير واستاذ العلاقات الدولية في احدى الجامعات الامريكية. الادعاء الذي تبين فيما بعد انه لا أساس له من الصحة. حيث اتضح بعد الاتصال بإدارة الجامعة التي كان هيبة يتحدث باسمها في كتاباته وتصريحاته الإعلامية ان لا علاقة للجامعة بالمعني في شيء.  والاسوأ حقا في هذه الفضيحة أن السيد هيبة لا يحمل أي مؤهل أكاديمي ولم يكن بتاتا عضوا في هيئة التدريس ولم يدرس أصلا في أي جامعة أمريكية ولا يحمل شهادة الماستر فما بالك بالدكتوراه التي يتبجج بها امام القنوات الليبية ومواقع التواصل الاجتماعي.  كما تبين من خلال بحثنا المتواضع ان المدعو المذكور لم يكن سوى خريج "المدرج الأخضر” واحد رجالات القذافي الاوفياء وعضو بارز فيما يسمى بحركة اللجان الثورية. 

 

عموما هذا ليس ما يهمنا في الامر٬ ما يهمنا هو دعوة الشعب الليبي الى اخذ الحذر من أمثال هيبة وما يشكلونه من خطر في نشر السموم والمغالطات والكراهية بين فئات الشعب الليبي الواحد تحت شعارات الوطنية والتباكي على واقعه المرير، تحت صفات وهمية لغرض جذب انظار وسائل الاعلام التي غالبا ما لا تتحقق في صفات هذه الاشخاص خصوصا عندما تتناغم تصريحاتهم مع أجندتها وتوجهاتها السياسية ما ينعكس سلبا على تماسك النسيج الاجتماعي الليبي وعلى مبدأ التعايش السلمي الذي يعتبر أهم المبادئ الأساسية للدولة المعاصرة. 

 

 

لم يكن هيبة الذي يقال انه اسرته هاجرت من موريتانيا في بداية الخمسينات الى ليبيا سوى مخبر لدى حفتر يعمل بالمجان٬ ولم يكن الاول ولن يكون الاخير الذي حاول نشر المغالطات وبراثن التفرقة بين فئات الشعب الليبي باسم الوطنية، بل رأينا الكثيرون من على شاكلته٬ يتهمون فئات اصيلة من الشعب الليبي كالأمازيغ (الطوارق وسكان مناطق الجبل الغربي وزوارة) والتبو بعدم المواطنة او العائدون بسبب اللون او عدم اتقان هذه الفئة او تلك للعربية التي أصبحت معيارا للانتماء وشرط من شروط الوطنية بالنسبة لهواء العنصريون. حيث يذهب معظم هؤلاء الدعاة في إدعاءتهم العنصرية التي تفتقر الى ابسط المعايير العلمية والدراية الكافية بطبيعة المنطقة وامتداداتها العرقية في اتهام كل من لا يتحدث باللغة العربية بالأجنبي او "العائد" دون ان يكلف هؤلاء أنفسهم عناء البحث في تاريخ ليبيا والمنطقة وتاريخ شعبها العريق. 

 

 

الطوارق: لم نأتي من بعيد.. وصفة "عائد" لا تنطبق علينا 

 

 

كثيرا ما ينظر الليبيون إلى الطوارق بنظرة سطحية على انهم ليسوا بليبيين وان اغلبهم من مالي والنيجر والجزائر بينما تنظر حكومات هذه الدول الى أن جميع الطوارق على أنهم ليبيون. حتى ان القذافي في بداية الثمانينات عندما كان بحاجة ماسة الى محاربين ورجال اشداء في قواته ناهيك عن حاجته بقوة بشرية يملا بها المساحات المترامية في ليبيا التي يقدر سكانها آنذاك بأقل من 3 مليون نسمة. وفي خطابه التاريخي في أكتوبر 1980 حيث قال حرفيا " ليبيا هي الموطن الأصلي لجميع الطوارق في المنطقة وهي تفتح أبوابها لهم٬ نحن العرب ضيوف عليها". 

 

 

 كان الهدف الأساسي من خطاب القذافي هو تكوين جيش ليبي قوي يستطيع ان يحارب به حروبه الجنونية في تشاد ودعم حركات المقاومة في لبنان وسوريا ضد الإسرائيليين لذلك وقع اختياره على فرسان الطوارق نظرا لما فيهم من صفات نادرة كالإخلاص والشجاعة وشدة بأس وهي الصفات التي قد يبحث عنها أي قائد في جيشه. وبعد تدريب مئات من شباب الطوارق الذين لبوا نداء القذافي عن طيبة خاطر٬ ارسلهم الى جبهات القتال في كل من تشاد ولبنان وسورية٬ ومات منهم من مات واسر من اسر وفقد منهم العشرات والكثير من هؤلاء المفقودين لا يعرف مصيرهم حتى الان. ويقال ان لو لا مشاركة محاربي الطوارق في حرب تشاد لما استطاع القذافي تقدم شبر واحد فيها ٬ وهي الشهادة التي كان يدلى بها الأسير السابق٬ خليفة حفتر حتى وقت قريب. ومن المفارقات الغريبة ان أكثر هؤلاء الذين ضحوا من اجل ليبيا وبذلوا الغالي والنفيس من اجل إعلاء علمها وشأنها هم من يطلق عليهم اليوم بالأجنبي و"العائد" وجل هؤلاء لا يملك ما يمسى ب"الرقم الوطن"، الوجه الجديد للإقصاء والعنصرية في ليبيا ما بعد الثورة.

 

  

هذه المفارقة المذمومة٬ تدفعني بالتعرج قليلا على كلمة عائد التي يرددها الكثير من الابواق والأكاديميون الليبيون على شعب الطوارق٬ ويكررها الشارع والبسطاء دون علم.  لغويا٬ كلمة "عائد" تدل على فعل العودة او الرجوع الى مكان ما بعد الخروج منه تحت ظروف قهرية مختلفة كالحرب او النزعات او الجفاف ثم العودة اليه بعد إحلال السلم والاستقرار٬ ويرتبط هذا المصطلح في أصله بأهل المدن والقلاع والشعوب المستقرة ويتنافر مع الرحل والسكان الاصليون، لان مكان العودة ليس واحد وهو غير محدد بالنسبة للبدوي وصاحب الأرض الاصلي، بل يشمل الرقعة الجغرافية الطبيعية التي تتحرك فيها هذه الامة التي كانت ومازلت لا تمتهن للاستقرار سبيلا. 

 

 

وتخبرنا الروايات التاريخية ان هذا المصطلح دخل في قاموس العلاقات الدولية ونظام الامم المتحدة اول مرة بعد الحرب العالمية الثانية٬ بعد محاولة مجموعة من اليهود العودة الى ديارها في المانيا بعد هروبهم من بطش الجيوش النازية بقيادة ادولف هيتلر في المجزرة المشهورة "الهولكوست" ضد اليهود في عام 1933 ابان الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها أكثر من 17 مليون يهودي. وتجسد المصطلح في بروتوكولات الامم المتحدة لأول مرة في عام 1944ليصبح بذلك أحد أهم الحقوق الممنوحة للأفراد في بنود نظام الامم المتحدة المتعارف عليها دوليا كضامن لحق العودة. 

 

  

بناء على هذا السرد٬ يتضح جليا أن المصطلح يطلق غالبا على الفارين من الحروب والنزعات وعلى المستقرين (قرية، مدينة او ضيعة الخ) ذوي عنوان رمزي او بناية مشيدة غالبا من أربعة جدران في بقعة جغرافية محددة بحسب قوانين الامم المتحدة. ما يبرهن بشكل صريح أن كلمة "عائد" لا يمكن إطلاقا ان تطلق على شعب الطوارق.  لماذا؟ لاسباب بسيطة جدا٬ أولا: لان الطوارق هم السكان الأصليون لهذه المنطقة من شمال افريقيا٬ وعبر تاريخهم كانوا ومازالوا يتحركون فيها بشكل طبيعي وفي دائرة شبهة مغلقة عبر فضاءهم الصحراوي الشاسع ٬ بحسب الظروف الطبيعية وما تقتضيه حياتهم اليومية من ماء ومآكل لحيواناتهم. ثانيا: الطوارق لم يفروا من أي حرب او نزاع ولم يأتي من أي مكان اخر٬ لا من الجزيرة العربية ولا من جبال الالب، وهم أصحاب هذه الأرض بلا منازع ومن حبات رمالها خلقوا ومنها يعودون.  ورغم محاولات الغرباء على مر العصور بالسيطرة عليهم وتغير نمط حياتهم٬ إلا ان تلك المحاولات الاستعمارية الخسيسة باتت جميعها بالفشل بفضل سواعد ابطال الطوارق.

 

وعبر الأزمنة العابرة٬ لم ينازع الطوارق أحد في نمط حياتهم الزهيدة وفي هذه الرحلة الأبدية في رحاب وطنهم الكبير (الصحراء الكبرى) وهم أيضا أصحاب أقدم حضارة انسانية في تاريخ البشرية (حضارة الجرمنت وجبال تاسيلي) التي تمتد ربوعها من جنوب ليبيا الى جبال أيار جنوب النيجر والى هضاب اقليم ازواد مرورا بمرتفعات الهقار في جنوب الجزائر الحالية. لقد كانت ومازالت هذه أرض الطوارق الطبيعية لملايين السنوات قبل مجيء حتى الوندال والرمان وقبل العرب والاتراك وقبل الفرنسين والطليان الذين جزأوا بخرائطهم العشوائية ارض هذه الامة الى عدة اقطار ليصبحوا بذلك ضحية هذا التقسيم الاستعماري الذي نتجرع مرارته اليوم.  ولكن هذا التقسيم لم يفلح او يؤثر في علاقاتهم الاجتماعية والسياسية ٬ ولَم يتمكن من تغير نمط عيشهم "التنقل والترحال"٬ اللهم إلا في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم٫ عندما ضرب الجفاف معظم ارجاء منطقة الصحراء الكبرى٬ مما أجبر الكثير من الطوارق الى حياة الاستقرار في القرى والمدن التي شيدها المستعمرون وضيوف الامس.

 

 

هذه الحقائق الآنفة٬ تقودنا الى نتيجة حتمية ألا وهي ان مصطلح "عائد" لا يمكن باي حال من الأحوال ان ينطبق على الطوارق وعلى شعب كان ومازال يتحرك بشكل طبيعي جيئة وذهابا في فضائه الشاسع دفع من اجله الغالي والنفيس دفاعا عنه.  وحلقات التاريخ الطويلة تخبرنا بأبرز ملاحم وبطولات هذا الشعب التي لم تتوقف منذ ميلاد الخليفة٬ تجسد بعضها في اول محاولة معاصرة لدخول فرنسا الى الصحراء الكبرى في عام 1881 دون رضاء الطوارق وبقوة السلاح والبارود٬ من الكونانيل فلاترز الذي يعتبر اول فرنسي يغامر بجنوده لاحتلال صحراء الطوارق فكان مصيره ومصير جنوده في تلك الحادثة التاريخية المشهورة الإبادة والفناء. الامر الذي كلّف فرنسا أكثر من 45 سنة اضافية لإعادة ترتيب صفوفها وإعادة الكرة مرة أخرى لاحتلال الصحراء.

 

 

 الرواية الأخرى من الاف الروايات التي لا نجدها في المناهج وكتب التاريخ٬ هي رواية إبراهيم اغ ابكدة الذي دفع الإيطاليين والفرنسين بالخروج عن اقليم فزان وأرغمهم بتوقيع اتفاق خروجهم من جنوب ليبيا صاغرين مهزومين. حيث تقول الرواية التاريخية أن عندما حضر الفرنسيون ومعهم نص الاتفاق الأخير الذي ينص على خروجهم من الصحراء وبعد أن وقع عليه الجميع٬ قام اغ بكدة رافضا التوقيع بالحبر مطالبا بالتوقيع بكامل ساعده الايمن قائلا للفرنسيين " خروجكم جاء بقوة هذا الساعد لذلك سأوقع به كانلا".  وتقول نفس الرواية التاريخية المشهورة ان هذا الشرط اخر التوقيع على الاتفاق أكثر من ستة أشهر كاملة في انتظار وصول الورق والحبر من باريس.

 


إسم ليبيا من أصل "الليبو": اسم لقبيلة تارقية لا تملك "رقم وطني"

 

 

الغريب في الامر حقا٬ أن أكثر من يمارس الحقد والكراهية هم المستعربين (اصولهم امازيغية) وضيوف الامس من بقايا بني هلال وبني سليم القادمون من شبه الجزيرة العربية وبعض الافارقة الذين دخلوا الى ليبيا وشمال افريقيا كرقيق على يد الطوارق (هذا الفعل نرفضه ونستهجنه في كل زمان ومكان) ٬ ولكن هذه الفئات هي من يؤجج اليوم الحقد والعنصرية ضد السكان الأصليون الذين فتحوا أبوابهم وخيمهم عندما كان ضيوف الامس (اسياد اليوم) بأمس الحاجة الى المساعدة.  هؤلاء من يقود اليوم حملات لاذعة ضد مكون الطوارق في ليبيا٬ وهم من يردد أسطورة عدم انتماء الطوارق الى ليبيا وفكرة “الأجنبي" و"العائد". 

 


وإذ نشعر بقلق بالغ حول مصير هذا الوطن العزيز الذي تولى زمام امره العملاء والخونة والقومجيون العنصريون٬ في الوقت ذاته ينتابنا شعور بنفس الدرجة من الأسف والتحسر ونحن نقف امام كل هذه الاختلالات التاريخية من تاريخ ليبيا المعصر الناتج من تراكم لإرث عنصري قومجي جاهلي فاسد تلقته الأجيال جيلا بعد جيل٬ ورسخته الانظمة الاستبدادية وريثة المستعمر الفرنسي والايطالي في مناهجها التربوية جيلا تلوى الاخر. هذه الأفكار العنصرية نراها من ترويج ومن إعادة تدوير ثلة من الجهلة الذين لا يَرَوْن ابعد من أرنبة انوفهم٬ ولا يعلمون عن ليبيا وتاريخها وسكّانها الأصليون قيد انملة.  ولكن ماذا لو علم هؤلاء ان اسم ليبيا يعود أصله الى قبيلة "الليبو" وهي قبيلة تارقية ما زلت تجوب الصحراء حتى يومنا هذا٬ هل سيشعر هؤلاء بمرارة الصدمة المميتة٬ وربما أكثر عندما يعلمون أن افراد هذه القبيلة اليوم متواجدون في ليبيا بلا ما يسمى "بالرقم الوطني" الوجه الجديد للعنصرية والاقصاء والتهميش ويعاملون بمعاملة "عائد" و "الأجنبي" بينما يعامل الوافدون من شبه الجزيرة العربية والأتراك والشركس والافارقة معاملة المواطنون واهل البلد الاصليون. هل يعلم صناع القرار في ليبيا والليبيون عموما ان من يطلقون عليهم اعتباطا مالي ونيجري وجزائري اليوم٬ هم لا يملكون جنسية هذه البلدان ولا يحملون اَي جنسية او أوراق ثبوتية من هذه الدول التي ينسبون اليها رغم ان بعضهم بقدر قادر ولد ضمن إطار الحدود السياسية المصطنعة دون ان يحمل شهادة ميلادها فما بالك بجنسيتها؟

 

 

أكلي شكا/كاتب صحفي مهتم بشؤون منطقة الساحل والصحراء. مقيم في لندن 

الإثنين, 26 آذار/مارس 2018 07:38

الاعلام شيء؛؛ والواقع شيء أخر !!!!

الاعلام يقول أن عملية فرض القانون في الجنوب الليبي التي تتبناها القيادة العامة للجبش الليبي في شرق البلاد العرض منها محاربة الارهاب والجريمة المنظمة والجماعات المسلحة ذات طابع أجنبي وقد حدد الاعلام هذه الجماعات بالاسم (الحركات المعارضة التشادية والنيجيرية) كما لمح الاعلام الليبي لوجود حركات أنفصالية تنشط في الجنوب الليبي من مكون الطوارق؛ هذا هو الهدف المعلن لعملية فرض القانون في الجنوب الليبي والذي يسوقه جناح الصقور في الاعلامي الليبي؛؛ لكن الواقع يقول شيء أخر؛؛ فطوارق الذين وصفهم الاعلام بأنهم مرتزقة وحركات أنفصالية؛؛ هم الدكاترة-الاطباء-الصيادلة-اساتذة الجامعات-السياسيين-الادباء؛ وهم رعاة السنة وحفظ القرآن  هم العسكرين الليبيين الذين يحملون رتب عسكرية مختلفة في الجيش الليبي؛؛؛ هم أنفسهم الذين فتحوا للجيوش العربية محور وادي البقاع في الجنوب اللبناني إبان ما عرف تاريخياً بالحروب العربية الإسرائيلية؛ ؛ وهؤلاء المرتزقة هم أنفسهم من تصدو للغزو المصري في السبعينات القرن الماضي؛؛ وهؤلاء المرتزقة من الطوارق هم أنفسهم من تصدى للغزو التشادي في حرب أوزو) في الثمانينات القرن الماضي! ومن قاموا بتأمين مدينة الكفرة عندما اشتعلت فيها حرب أهلية بين مكوناتها الاجتماعية؛؛ هؤلاء المرتزقة من الطوارق هم أنفسهم من كانو في جبهة-أوزوا- مع قائد عملية الكرامة المشير خليفة حفتر عندما تم أسره مع مجموعة منهم وظلوا معه في نفس السجن طيلة السنوات التي قضاها في السجن؛ ؛ وهؤلاء المرتزقة من الطوارق هم أنفسهم من تصدى لحلف شمال الاطلسي عام 2011؛؛ هؤلا المرتزقة من الطوارق هم أنفسهم من تصدى للجماعات التشادية والنيجرية في أوباري وسبها عام 2015 ودفعوا عشرات من الشهداء حينما كانوا يعتبرون هذه المجموعات التي غزت الجنوبي الليبي جيش وطني؛؛؛؛ أبناء هذه الشريحة من الطوارق هم اول من رفع علم المملكة السنوسية على باب العزيزية الامر الذي لم ينساه الكثير من الافواه المأجورة في المنطقة الجنوبية وهم من يقف وراء هذه الهجمة الاعلامية الشرسة التي تتعرض لها هذه الشريحة من المجتمع التارقي الليبي؛ هؤلاء المرتزقة من الطوارق الذين أصبحوا هذه الأيام الفرشاة والمعجون التي يتصبح بها مرتزقة الاعلام الليبي؛؛ هم الوطن وهم رجال ليبيا الحقيقيين الذين دفعوا الغالي والنفيس في الماضي وهم دائماً وأبداً على استعداد تام لتقديم القرابين كلما أحتاجت ليبيا إليهم؛؛؛ أيها الساده والسيدات أصحاب الرأي؛؛ لست هنا لدفاع عن هذه الشريحة من المجتمع الليبي التارقي فأعمالهم وأفعالهم وتاريخهم المشرف خير من يدافع عنهم؛؛؛ ما أردته ياسادة لا يتعدا تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة والاراء المتطرفة التي أصبحت في الفترة الأخيرة تحاول أنيل من هذه الشريحة من المجتمع التارقي الليبي بشتى الطرق والوسائل والملتوية؛؛؛  وتسعى في ادخال هذه الشريحة في متاهات اعلامية الغرض الأساسي منها تشويه الصورة والتاريخ والنضال المصقول بماء الذهب لأبناء هذه الشريحة أمام الرأي العام الليبي والعالمي؛؛؛ وخلق رأي عام ليبي يقف أمام الحصول على حقوقهم؛؛ لأنهم أناس بسطاء يسعون للحصول على حقوقهم المدنية والثقافية بطرق قانونية؛ لم يستولوا على مدن ولم يهجروا ساكنيها ويفرضوا رأيهم فيها بقوة السلاح رغم معرفة الجميع بقدرتهم على  فعل ذلك؛؛ أنهم بسطاء وبساطتهم من جعلت الكثير يتجرأ على وصفهم بأشياء أكثر الناس جهلاً يدرك أنها انها غير واقعية وبعيدة كل البعد عن الحقيقة. ولنا كلام في قادم الايام؛؛ إدول السعيد

الأحد, 25 آذار/مارس 2018 18:19

الوعد الموعود ,,,, والامل الفقود

 
منذ أن  كنا أطفال صغار نرعى الغنم ونوهيم بين مروج  وتلال  وسهول وأودية  الصحراء؛؛؛ 
نطارد  الوعد الموعود والأمل المفقود؛؛؛
 نحمل في أعماقنا المعنى السامي للوطن؛؛؛
 
المعنى الذي لن يدرك سره الخفي في أعماقه؛؛
 
سوى طفل فطم ولم تكن علم الوطن الذي ينتمي إليه مخبأة  كقطعة الثرية ثمينة بين أعراض جدته القديمة؛؛
 
وقبل أن يشتد عودنا وتنضج أفكارنا وترفع وصايا الآباء عن اكتافنا؛؛
 
أبحرنا في سفينة الأحلام في عموم الأوطان والقدر قبضان سفينة الأحلام تشردنا تألمنا عانينا فراق الأحبة؛؛؛
 
 ولم نشتكي فليس من حق من لم يغتصب وطنا في زمن أغتصاب  الأوطان أن يشتكي؛؛؛
 
الوطن الذي قيل لنا في سرد بداية الحكاية أنكم أيها التائهين بين حدود الأوطان تحملون وشمه  لم نجد في اعماقنا يوماً شعور ينتمي إليه؛؛؛
 
 لم يكن حبل المودة موصول بيننا فنحن بنسبة له مجرد كغرباء  ونحن فيه ينتابنا شعور بأننا غرباء؛؛؛
 
ومما قيل لنا أيضاً عمن سبقنا في أغتصاب إدارة الأوطان؛؛
 
أن امتلاك الوطن تبدأ طقوسه  بتقديم القرابين؛؛ 
 
فلم نترك وطنآ وطأته أقدامنا الإ وقدمنا له قرابين من أطهر ما يكون؛؛
ولم نحصل في النهاية سوى على خيبة الرجاء؛؛؛
ومازلنا نحمل بالامل المفقود ونؤمن بالوعد الموعود؛؛"
 
 إدول السعيد

استنكرت "منظمة ايموهاغ الدولية" اليوم في بيان تحذيري شديد اللهجة الشركات التي تستغل اسم "الطوارق" كعلامة تجارية لمنتوجاتها الصناعية في كل من المغرب وتونس٬ الفعل الذي قالت المنظمة في بيانها  الصادر اليوم السبت٬ انه يعد تصرفا وسلوكا غير مقبول.  كما دعت المنظمة في بيانها الشخصيات البرلمانية والاعيان والنشطاء من الطوارق بالقيام بواجبهم في حماية رمزية اسم الطوارق.   اسفل البيان الكامل:

 

 

 

 

 

 

الخميس, 22 آذار/مارس 2018 17:23

لقاء مع الناشط الحقوقي " باي أكواري"

 
 
توماست ويب" :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شهد مسرح توماست يوم 17/03/2018 حراك سياسيا يعد الأول من نوعه والذي يطالب فيه بعودة حكم السلطة التقليدية أو ما يسمى بحكم امنوكال ..
ولهذا الغرض قمنا نحن موقع "توماست ويب" بإستضافة واحد من منظمي هذا الحراك الأستاذ "باي أكواري " بغية شرح اسبابه واهدافه ..
أستاذ باي هل تتفضل بتقديم مختصر بنفسك، ?
الأستاذ "باي أكواري" : أنا باي أكواري 33 سنة أماهغ ناهڨار ، ناشط حقوقي. 
توماست ويب" : ما شاء الله، العمر كله في طاعه الله ورسوله.. 
بارك الله فيك ونفع بك   .
توماست ويب" : اول سؤال.. 
لأول مرة طوارق الجزائر يعلنون عن عودة السلطة التقليدية التي كانت موجودة  الخروج الفرنسي ، أستاذ باي، كأحد منظمي *حراك 17 مارس في تمنغست*، ما الذي دفع بكم إلى الرغبة في عودة هذه السلطة والمطالبة بها ؟
الأستاذ "باي أكواري" : إيمانا منا بالدور التاريخي الذي لعبه إيمنوكالن ناهڨار منذ القديم وخاصة قراراتهم المصيرية في بعض المحطات التاريخية كقرار رفض أمنوكال ناهڨار باي أڨ أخموك 1955/1975 المقترح الفرنسي بشأن فصل الصحراء عن الشمال فهو ضمان لإستقرار المنطقة في ظل فقدان الثقة في المنتخبين والممثلين الذين عجزوا عجزا فادحا في إيصال تطلعات إيموهاغ لأعلى هرم في السلطة
توماست ويب" : للاسف الشديد
توماست ويب" : السؤال الثاني ..
يقال أن أهم أسباب هذا الحراك الشعبي السلمي هو التهميش والفقر والبطالة المستفحلة في الإقليم او المنطقة ..
 ما قولكم؟
الأستاذ "باي أكواري" : يعاني إيموهاغ ناهڨار من  الإقصاء والتهميش في شتى مجالات الحياة فنجد بعض المناطق النائية والبعيدة  عن تمنغست تفتقر لأدنى شروط الحياة .
توماست ويب" :   بالفعل .
الأستاذ "باي أكواري" : لهذا طلب أعيان القبائل تنظيم لقاء مع أمنوكال أحمد إيدابير لتأكيد دعمهم له وتعيينهم له بالتكفل برفع معاناتهم لإيجاد حلول لها
توماست ويب" : تحرككم لقي استحسانا لدى الكثيرين   فالصمت لا ينفع ابدا وكل من يريد تغيير حاله عليه هو النهوض
توماست ويب" : جميل. 
الأستاذ "باي أكواري" : نعم ربما يعرف على إيموهاغ الصبر وتحمل المشاق إلا أن الوضع لم يعد يحتمل صراحة
   . توماست ويب" : يعني بصفة اخرى اردتم جعله المتحدث عنكم
الأستاذ "باي أكواري" : نريد أن يحظى بدور إستشاري فيما يخص الشأن العام في المنطقة
 
توماست ويب" : السؤال الثالث.. 
هل هناك سياسات معينة تمارس في تمنغست على وجه الخصوص دون غيرها من الولايات؟
 
ماهي اهدافكم والتي ترجونها من خلال إعادة *حكم امنوكال* ؟
 
الأستاذ "باي أكواري" : مدينة تمنغست اصبحت تمتاز بتنوع بشري هائل فنجد كل ولايات الجزائر وعدة جنسيات بالرغم من انها ليست قطب صناعي يستقطب يد عاملة إلا أن هذا التوافد يشكل خطرا على هوية المنطقة وتغيير  التركيبة الديمغرافية وهذا ما يجعلنا نتمسك بهذا الإرث الثقافي العرفي الذي يشكل جزء من هوية أهڨار منذ القدم ولايزال وسيبقى نظرا للإجماع الذي يلقاه أحمد إيدابير وخاصة من الشباب المثقف. 
توماست ويب" : جميل جدا، 
توماست ويب" : السؤال الرابع.. 
الا ترون أن إعادة اعتبار للحاكم التقليدي لتمنغست ، هو عودة غير محمودة لحكم الفرد وترسيخ فكر القبيلة؟
الأستاذ "باي أكواري" : لا أبداً .. كونه لايتعارض بأي شكل من الاشكال مع دساتير الجمهورية. 
توماست ويب" : جميل
توماست ويب" : السؤال الخامس.. 
كيف كانت ردة فعل السلطات عند تنظيمكم  لهذا الحراك أم
كان لكم ترخيص مسبق للحراك ؟
الأستاذ "باي أكواري" : حرص المنظمون على إتخاذ كل التدابير لنجاح هذا التجمع من كل النواحي وخاصة التنظيمية لذلك تقدمو بطلب  الترخيص  من الوالي وكان لهم ذلك .. وهذا ما مكن من التنظيم الجيد والسير الحسن لتجمع قبائل وسكان أهڨارمع أمنوكال يوم 17مارس 2018 .
توماست ويب" : جميل جدا
توماست ويب" : السؤال الاخير.. 
هل الحراك مستمر حتي يحقق مجمل أهدافه أم مجرد تظاهرة يوم ؟
وهل تمخض عنه شيء ام ليس بعد؟
الأستاذ "باي أكواري" : أمنوكال في تدخله أكد على ضرورة تحسين الأوضاع الصعبة وهذا ما يجعلنا ننتظر إستجابة من طرف السلطات قبل أن تقرير أي خطوة أخرى.
توماست ويب" : بالتوفيق ان شاء الله
توماست ويب" : كان هذا آخر الاسئلة اخي.. 
في خاتمة هذا اللقاء ..
أخي الفاضل :
سعدت وتشرفت أن أكون معك بهذا اللقاء المتواضع المبارك ..
اشكرك لك رحابة صدرك ووقتك الثمين الذي اقتطعته لنا  نحن موقع "توماست ويب" ،
بارك الله فيك ونفع بك وجعلك من المغييرين لهذا الشعب إلى الأحسن والأحسن، 
لك كل الاحترام والتقدير.. 
نسأل الله أن يديم ويبارك لقاءات الخير دائما .. 
اللهم اجعلنا من الذين يتواصوا بالحق ويتواصوا بالصبر .. آمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ??
?
الأستاذ "باي أكواري" : العفو .. حظ موفق لك ولجميع القائمين على موقع "توماست ويب" .
 
 
اجرى اللقاء : أوداد سعيدة.