arenfr
المحرر

المحرر

 

بعد الفشل الفرنسي : مالي تستجلب الاستحمار الروسي 
منذ استقلال مالي وهي تتخبط بين الاشتراكية التي يمثلها الاتحاد السوفيتي وبين التبعية العمياء لفرنسا المستعمر السابق الذي يتحكم بقواعد اللعبة في منطقة نفوذه الناطقة بلغته وكرس ذلك من خلال التبعية الاقتصادية عبر استخدام الفرنك الافريقي cfa الذي ينتمي لمنظومة الاقتصاد الفرنسي ويخضع للبنك المركزي في باريس  الذي يعتبر نظرائه في دول غرب افريقيا مجرد فروعه إلاقليمية وبين مطرقة الاعجاب بالاشتراكية وشعاراتها الرنانة لاستغلال الطبقة العاملة لتكريس الثراء الفاحش للنخبة الحاكمة و سندان التبعية لفرنسا تراوح مالي حكومة ومعارضة مكانهم .
إن مالي الحقيقية هي الممتدة من ولايات موبتي وسيجو وبماكو وكليكرو وكاي إلى شمال ساحل العاج وشمال بوركينافاسو وأما إقليم ازواد فهو منطقة مختلفة تابعة للمنظومة المغاربية ثنائية القومية " العرب والطوارق  " ولا علاقة له بدولة مالي المصطنعة وقد وضعت فرنسا الدولة الجديدة في حالة  قابلة للانفجار وجعلت من ازواد مسمار جحا للعودة  للمنطقة متى شاءت فالثروات الطبيعية موجوة على أرضه  وشعبه مسحوق وغير راضي عن وضعه في مالي والحكومة تتعامل معه كاليتيم المالك الحقيقي للثروة التي يتمتع بها من لايستحقها من الأوصياء ويريد طمس معالم صاحبها الحقيقي بشتى الوسائل وهي معادلة تدركها فرنسا وتستخدمها عبر اطراف إقليمية .
عندما سعى رئيس مالي الأول موديبوكيتا لتأميم الذهب على غرار تأميم أستاذه جمال  عبد الناصر قناة السويس  تحدث الاعلام الفرنسي عن مظلومية الطوارق وهو ما فسره قادة الثورة عام 1963 على انه تفهم من الغرب لمعاناتهم في مواجهة المعسكر الشرقي الداعم لمالي فقاموا بثورتهم للانفصال عن مالي  ولكن صفقت ابرمت مع عبد الناصر تراعي مصالح باريس في مالي أدت لإسناد قيادة وساطة منظمة الوحدة الأفريقية لوقف حرب الرمال المغربية الجزاىرية لموديبو كيتا وتسليمه قادة الثورة حيث اعطته الجزاىر زيد واللادو واعطاه المغرب الأمير محمد علي الأنصاري .
وفي عهد موسى تراوري حاول التفاهم مع الاتحاد السوفيتي قبل سقوطه على التنقيب عن النفط فهمست باريس في أذن الجزائر ان نفط تودني مرتبط بالجنوب وقد يسحبه او يشفطه  وان عليها الحيلولة دون استفادة مالي او الأزواديين من ثروتهم والتلاعب بهم عبر اشغالهم ببعض تارة بتشحيع  تمرد الطوارق بالتعاون مع القذافي وأخرى باتفاقيات لاتطبق وكرر الاعلام الفرنسي نفس اسطوانته التي استخدمها عام 1962 وظن الأزواديون  ان هناك ضوء اخضر إقليمي وفرنسي فانطلقوا عام 1991 مطالبين بحقوقهم ودفعوا الآف الشهداء ولكن الاطاحة بموسى تراوري وتخريب الاتفاق مع روسيا جعل فرنسا والجزاىر تفرضان عليهم اتفاقيات مذلة ادت لانقسام الساحة الى معسكرين اندماجي يؤيد الاتفاقيات واستقلالي يعارضها .
ومع اندلاع الربيع العربي عام 2012  كان الرئيس امادو توماني توري قد تفاهم مع اللوبي الزنجي الامريكي على احتكار شركات اميركية يشارك بعض سود اميركا  في قيادة مجالس إداراتها التنقيب واستثمار الثروات وهو ما جعل فرنسا تستخدم الجزائر وثورة 17 فبراير لإقناع الأزواديين بان هناك مناخ إقليمي دولي مواتي لنيلهم حكم ذاتي لفترة انتقالية ثم استفتاء على استقلال ازواد ولكن  بعد الاطاحة بأمادو توماني توري ابتلعت فرنسا وعودها وخانت اهل ازواد.
وبدا مسلسل واد ثورة ازواد بصناعة وتمكين حركة انصار الدين بقيادة إياد اغ غالي واستنساخ تجربة داعش والتندر بممارساتها " كسبي نساء من الطبقات الضعيفة في المجتمع وتقطيع الرؤوس والجلد  والدعوة لاسترجاع الاندلس "  لتبرير التدخل الفرنسي وجعل شعب ازواد فئران تجارب لشركات السلاح العالمية واستخدام أسلحة محرمة وصولا لإعاد مالي لحكم ازواد وتشريد شعبه في مخيمات اللاجئن التي يديرها مواطنون من دول غرب إفريقيا ومن حركة فلام المعادية لحكم البيضان في موريتانيا ينهبون المساعدات ويذلون الشعب لإرغامه للعودة لمالي حتى تحصل على مساعدات إعاة توطين العائدين .
وبعد 5 اعوام عجاف من الفشل الفرنسي تتعالى الأصوات في داخل مالي لجلب روسيا بعد  تدخلها في سوريا ضد المعارضة السورية وضد داعش وممارساتها التي كانت مادة للتندر في الفضاء الافتراضي .
روسيا لديها تجارب في قمع الشيشان وتاريخها مع اسيا الوسطى وقومياته المسلمة حافل بالإجرام ضد شعوبها  وتهجير بعضها من مناطق لأخرى ورغم ان موسكو هي العاصمة إلا ان قادة المؤسسات السيادية من مدن قومية روسية مثل ليننغراد وصان بطرس بورج وهي نموذج للاستبداد القومي الذي تقهر فيه قومية حاكمة عشرات الاثنيات بطريقة شوفينية فهل تدرك مالي التي يوجد فيها 13 قومية زنجية  تتكلم كل منها لغة مختلفة وهناك تداخل قومي ولغوي بين بعضها مثل البمبارة والماركة خطورة ان تنقل النموذج الروسي الذي يعامل بقية القوميات غير الروسية دون مستوى الدواب من القهر القومي و تتحول مالي بعد فشل الاستعمار الفرنسي الى الاستحمار الروسي وهل ستتقبل بقية قوميات مالي ان تحكم بطريقة روسيا مع القوميات المسلمة والمسيحية غير الروسية .
خلاصة القول على مالي العمل بالحكمة المعروفة شيطان فرنسي نعرفه خير من مارد روسي لانعرفه وان شعب مالي يعرف لغة مستعمره القديم وكيف يحول قضيته الى شان فرنسي داخلي ويصوت عقابيا ضد الرىيس وأغلبيته البرلمانية اما روسيا بوتين فهي قيصرية التفكير ولو أخبر كاهن او طبيب القيصر بأن الدواء لصداع رأسه وحمته إبادة قومية بأكملها او رميها في البحر لفعل ذلك وأنه حتى سوريا التي جلب رئيسها الروس للاستقواء على المعارضة ستواجه طائفته العلوية مشكلة مستقبلية في أنها من جعل الشام محمية فارسية لمحاربة السنة ومستعمرة روسيا لمواجهة الاتراك العثمانيون الذين حاربوا روسيا القيصرية 250 عام ومنعوهم من دخول منطقة الشرق الأوسط  وإفريقيا وان حكومة مالي قد اوجدت لفرنسا. مبررا للاطاحة بنظامها لأن الغرب لم ولن يسمح لروسيا بدخول إفريقيا من بوابة دعم الأنظمة العنصرية ضد العرقيات التي تضطهدها 
بقلم : أبوبكر الأنصاري 
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي

 

الجمعة, 18 تشرين1/أكتوير 2019 12:59

الحوار بين بني البشر أمر مطلوب ومطروح

 

الحوار بين بني البشر أمر مطلوب ومطروح
 قبل الخوض في الموضوع  يمكن تعريف الحوار  أولاً بكل بساطة وإيجاز بأنه: مناقشة بين طرفين أو أكثر للوصول إلى الحقيقة، أو بأنه عملية مباحثات بين معتنقي كل الأديان (السماوية) والقوانين (الوضعية) لتعيين نقاط الاتفاق والاختلاف سعياً إلى بناء وحدة إنسانية وتفاهم ثقافي وتبادل مصلحة في حدود نقاط الاتفاق مع تبادل الاحترام إزاء نقاط الاختلاف.
وإذا كان هذا التعريف طويلاً نسبياً فإن الموضوع أوسع منه، إذ يصعب تعريفه بشكل شامل كامل لسببين، الأول تشابك المفاهيم وتعدد الجوانب لهذا الموضوع، الثاني كون هذه المادة أو هذا الحقل (الحوار الديني) فناً لا تهتم به الأقلام بكثرة في العصور الماضية، وإن وجدت له أصول ثابتة في الشرائع السماوية والتاريخ الإنساني.
 إن عقيدتنا الإسلامية لا تمانع من الحوار إذا كان حقيقياً مجدياً، إلاّ أن الرأي السائد في أوساط حلقات الحوار العالمية، هو استبعاد العقيدة في الحوار تحت شعار "لا حوار في العقيدة"، فالأفضل أن نغلق هذا الموضوع ولا نتكلم فيه، لأننا سنـزداد اختلافاً، لماذا؟ لأننا عندما نتحاور في العقيدة فإن كلاً منا سيقول ويصر ويوضح ويبين أن عقيدته هي السليمة، ولذلك فسنختلف، وسنزداد اختلافاً لا محالة، وبناءً على ذلك فـــلا حــــوار في العقيدة، وهذا يتفق مع المبدأ الإسلامي:{لاَ إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} البقرة، الآية:256 .
وبالنسبة للثقافة الإسلامية، فإنها تتضمن نماذج نصية وتاريخية للحوار من منطلق الانفتاح على الآخرين لفتح باب التعارف والتعاون وتبادل المصلحة في ضوء تعاليم ديننا السمحة كقوله تعالى:{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ...} الحجرات، الآية13.
 فالتعارف بين الناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم وتعدد لغاتهم وانتماءاتهم ليس مبادرة أي سياسي ولا رأي أي مفكر؛ بل هو مبدأ ديني وقانون إلهي أزلي ومطلب إنساني قديم طبقناه أم لم نطبقه، ولكن الوقوف على ألفاظ أو إدراك الدلالات دون العمل بالمفهوم لا يجدينا فتيلاً، ولا يعود بالنفع على زيد ولا عمر، ولا يشكل بطولة ولا يمثل تقدماً، بل الهدف المعول عليه تطبيق هذا المبدأ وإبرازه إلى أرض الواقع ووضعه في حيز الوجود حتى تظهر نتائجه المرجوة بشكل ملموس ونجني ثماره وننعم بتبادل المنفعة عن طريق الأخذ والعطاء تحت ظل التعارف وبدون إفراط ولا تفريط في الاثنين (العطاء والأخذ)، وعلى هذا الأساس فالجلوس على مقاعد الحوار لا يعني التجرد من القيم الروحية والفكرية والثوابت الأساسية المكونة لثقافة أي طرف، كما لا يسوغ لأي طرف أن يقدم نفسه في زي متفوق أزلاً وأبداً أو في ثوب عملاق يسير الآخر جنبه في صورة قزم لا يتجاوز كعبه وبتعبير آخر يعتبر نفسه وثقافته قبل الجلوس ذات صبغة أسمى ومصداقية أكبر تضمن له التفوق لا محالة، فالأمر ليس كذلك إذا تحدثنا بلغة جدية واقعية، فالحوار الديني ذو أهمية ومطلوب ومطروح، ولكن يجب على كل أحد أن يطرح نظرياته وأفكاره بأسلوب عقلاني يتسم بالحكمة ويتماشى مع المنطق ويخلو من التعصب ويستبعد هاجس الفوقية.
أ.أحمد خميس نــوح
ناشر ورئيس تحرير جريدة الاتحــاد الناطقة باللغة العربية بجمهورية النيجر
كاتب صحفي وناشط اجتماعي  
هاتف نقال: 0022796288458-0022790355585 – البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

نيامي 18 صفر 1441 هـ الموافق 17 أكتوبر 2019 م انطلقت اليوم الخميس في العاصمة النيجرية نيامي، أعمال المؤتمر الخامس لوزراء الثقافة لمنطقة إفريقيا والكارييب والمحيط الهادئ، تحت عنوان "الشراكة بين الأطراف الثلاثة". ويبحث المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام، وفق وزير النهضة الثقافية النيجري عثمان مالام، تأثير العمل الثقافي في مواجهة التغيرات المناخية في القارة ودعم الثقافة في دول المنطقة.

 

في إطار الدور البارز الذي لعبته - ولا تزال - تلعبه  دولة الإمارات العربية المتحدة، في المجال الخيري الإنساني في إفريقيا وخاصة دولة النيجر، وعبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي،  التي نفذت في النيجر مشاريع متنوعة بالتعاون مع بعض المؤسسات الخيرية العاملة في النيجر، وبالتحديد جمعية التعاون للخدمات الإنسانية.
وضمن هذه الجهود الدؤوبة التي تبذلها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في تقديم الخدمات الإنسانية، لصالح المواطن النيجري، عن طريق مشاريعها الإنسانية والإنشائية، وتحت برنامج تطوير المياه، في محافظة طاوا بجمهورية النيجر، قد نفذت لها جمعية التعاون للخدمات الإنسانية ثلاثة آبار  ارتوازية في منطقة باكــورت، ومنطقة تـاجر اغوراس، ومنطقة غـارو، وتم افتتاح وتجهيز هذه الآبار التي ينتظر أن يستفيد منها ما يقارب 20900 مستفيد تقريباً.
والحاجة ما زالت قائمة للمياه في مناطق أخرى كثيرة، حيث سيواصل الهلال الاحمر الاماراتي، تقديم مساعداته الانسانية، في مجال حفر الابار ليجعل من الصحراء واحة وافرة المياه بعون الله، ليخفف من معاناه سكان تلك المناطق.
ولا زالت المؤسسة تواصل جهودها الدؤوبة، في هذه المجالات بتعدد أنواعها واختلاف أغراضها، ويعود الفضل في هذا العمل الخيري الجدير بالذكر وغيره، من هذه الأعمال إلى الله تعالي الكريم المنان، ثم إلى دولة الإمارات وبذراعها الإنساني هيئة الهلال الأحمر، التي أبى القائمون عليها بالرغم من العراقيل والصعوبات المتنوعة، إلا أن يكونو حاضرين في النيجر في المجال الإنساني.
مما يبرهن على الوقفات الصادقة، واللفتات الأخوية الكريمة، التي ظلت دولة الإمارات ولا تزال تقوم بها تجاه الشعب النيجري،  وبالخصوص ما جاء تحت شعار عام التسامح، الذي تبلورت فيه بكل جدارة وسخاء نوايا هذه الدولة الحسنة إزاء شعوب العالم، من ناحية توفير الحياة الكريمة وأسباب السعادة والراحة.
وإذ تشكر جمعية التعاون الله تعالي على هذا الإنجاز تقدم الشكر أيضا أصالة عن القائمين بها ونيابة عن المستفيدين إلى دولة الإمارات وهيئة الهلال الأحمر، سائلين المولي عز وجل أن يشكر سعي المحسنين وكل من ساهم في إيصال الخير إلى مستحقيه في كل مكان.
هل ما زالت موريتانيا طائر  بجناحيه الأزوادي والصحراوي ؟
في عام 1963 مع اندلاع ثورة ازواد الأولى ضد مالي التي قادها سياسيا الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق تمبكتو الشقيق الأكبر لمحمد المختار أمير خويبة رأس الماء الذي ضمها لموريتانيا بمساعدة امراء الحوض وأعادتها فرنسا لمالي في ترسيم الحدود عام  1964 وتم تسليم  قادتها  لإنجاح وساطة موديبو كيتا في حرب الرمال المغربية - الجزائرية حول تندوف صدر عن  الرئيس المختار ولد داده تصريحه الشهير " موريتانيا طائر لا يطير إلا بجناحيه أزواد والصحراء الغربية " وكانت بلاده تبحث عن الاعتراف  في وجه المطالبات المغربية  .
أصبحت موريتانيا دولة البيضان تقوم بتجنيس ابناء تمبكتو " الطوارق والبرابيش "عمقها وحديقتها الخلفية وتوجه سفارتها بذلك وفي حرب الصحراء أنقسم الأزواديون بين الطرفين البيضانيين حيث كرمت القيادة الصحراوية الكثير من الطوارق وعلى الجانب الموريتاني سطع نجم ضباط أزواد في الجيش مثل سيدي ولد يهيا وكادر أحد قادة الانقلاب على ولد هيدالة وهذا ما جعل الرئيس ولد الطايع يكتتب أعداد من الطوارق ليكونو العمود الفقري للأمن الرئاسي ورأس الحربة في التصدي لحركة فلام ومشروعها المدعوم من المجموعة الاقتصادية  لغرب إفريقيا .
وكان موقف الجمهورية الثانية بقيادة الرئيس معاوية ولد الطايع مؤيد للمعسكر الاستقلالي الذي أسسه الأمير محمد علي الأنصاري والشهيد مانو دياك وتكريم  أحد رموزه عيسى سيدي محمد قائد الجبهة الشعبية لتحرير أزواد بعد رفضه اتفاقية الجزائر عام 1992 ويعود ذلك لعدة عوامل منها مكانة الأمير محمد علي الأنصاري لدى القبائل الموريتانية وقربه من رموز جاليتها بالسعودية في عهد الملك سعود ومنهم  "معروف الشيباني " إبن  عم والد الرئيس ولد الطايع ودور الطوارق في التصدي لحركة فلام و مواجهة السنغال عام 1989 وكانت الجمهورية الثانية تعتبر ابناء خويبة رأس " كل انصر وأولاد الزعييم" نقطة ارتكاز دعمها  وبوصلتها في المشهد الأزوادي وتعتبر  قبائل البيضان الموريتانية والصحراوية  المعسكر الاستقلالي ممثلا للضمير الوطني الأزوادي .
كما وظفت الجمهورية الثانية دبلوماسيتها لدعم الاستقلالين الازواد فالعلاقة مع إسرائيل كانت أولا لدرء مفسدة دعم اللوبي الزنجي الامريكي لتحالف حركتي فلام و غندكوي التي تحارب الازواديين بتحريض من حكومة مالي وثانيا لجلب مصلحة دعم اليهود الأمازيغ المغاربة الذين يشكلون35% من اللوبي إلإسرائيلي للمعسكر الاستقلالي و لخروج موريتانيا من تبعات دعمها للعراق في حرب الخليج وإنها المقاطعة الخليجية وبفضلها نجت البلاد ومحاظرها الدينية من التبعات العدائية لأحداث 11 سبتمبر وهو ما جعل الرئيس ولد الطايع رقم صعب إقليميا وبيضة القبان في ملفات المنطقة.
وبعد الاطاحة بحكم رجل الدولة معاوية ولد الطايع السمسدي عام 2005 على يد التاجر محمد ولد عبد العزيز السباعي دخلت موريتانيا في نفق التضحية بقضيتي ازواد والصحراء الغربية والتخلي عن مكتسبات ولد الطايع مقابل شرعية استعراضية  وحاضنة إقليمية لانقلابه وتسويقه لدى محور الممانعة الذي يعيش زواج متعة مع اللوبي الزنحي بقيادة كوندليزا رايس بعد إعدام غريمهم  صدام حسين واعتمادهم على مؤامرات الجنرال توفيق الذي يستخدم ملف أزواد لمساومة فرنسا في صراعه الداخلي ضد الجنرال أحمد قايد صالح.
 وقد بدأ عنترياته المقاومة بقطع العلاقة مع أسرائيل خارجيا وتلاعب بالحالة المدنية التي يتحكم بها أقاربه داخليا لتصفية حساباتهم بالحد من وتيرة تجنيس الركيبات قادة البولساريو بحجة انهم مزدوجي الجنسية للإنتقام لطردهم السباعيين من الساحة الصحراوية في الثمانينات و الحد من وتيرة تجنيس حلفائهم الطوارق وأصبح ولد عبد العزيز يقرب بعض تجار البرابيش المرتبطين بمصالح مالية مع عائلته ليجنسوا ابناء قبائلهم ضمن انخراطه مع الجنرال توفيق في المنظومة الانتهازية لمشروع اللوبي الزنجي الحرب على الإرهاب .
و احتضن ولد عبد العزيز  منسقية عرب مالي المعارضة للمشروع الوطني الأزوادي وجعلها فصائل مسلحة تدعم المعسكر الاندماجي بقيادة إياد غالي ووزعهم بين منسقية الحركات بقيادة MNLA برىاسة بلال اغ الشريف الذين تنازلوا عن الاستقلال عبر اتفاقية واغادغو وبين بلات فورم بقيادة الهجي غامو الموالية لمالي لنشر الفوضى الخلاقة عبر حروب قبلية سواء بين الطوارق والبراپيش على حدود الجزائر و بين القبائل البروبوشية  لمصلحة انتهازيات الجنرال توفيق وقد خسرت موريتانيا اوراقها الأقليمية بسبب ذلك التواطؤ و بدأت نهاية صلاحية ولد عبد العزيز عقب التصويت العقابي ضد الرئيس الفرنسي هولاند بعد تدخله في مالي و إنقلاب شركة TOTAL الذراع الاقتصادي للدولة العميقة الفرنسية على جرائم اللوبي الزنجي في الساحل الافريقي و الاطاحة برجاله وعلى رأسهم  الجنرال توفبق منذ عام 2015 وقطع الطريق على مأمورية ولد عبد العزيز الثالثة وصولا لإقتلاع جذور خليفة حفتر عدو الأمازبغ في ليبيا.
والآن وبعد فوز الرئيس محمد ولد. الشيخ الغزواني قائد الجمهورية الثالثة الذي تربطه قرابات مع اهل خويبة رأس الماء "كل انصر" ويعتبر الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق إقليم تمبكتو ابن عم والده الشيخ محمد احمد ولد الشيخ الغزواني الخزرجي الأنصاري وأن بإمكانه البداية من حيث انتهى ولد الطايع وإعادة انتاج الدعم الموريتاني للمعسكر الاستقلالي الأزوادي المقرب من دوائر صنع القرار الغربي بالتعاون مع حلفائهم بالمشرق العربي مثل الأكراد بقيادة ٱل البرزاني ومنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة أبو مازن وقوى 14 أذار "تيار المستقبل بقيادة الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع "  لتستعيد موريتانيا دورها في عملية السلام وتتموقع في مشروع الشرق الأوسط الكبير وتكون عموده الفقري المغاربي عبر دعم قضيتي ازواد والصحراء والاستفادة من اللوبيات الداعمه لاستقلال ازواد في الغرب وللقضية الصحراوية في اميركا اللاتينية لاستقطاب استثمارات الشركات العالمية الداعمة للمشروع أمثال BB البريطانية 
بقلم / أبوبكر  الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي
الثلاثاء, 03 أيلول/سبتمبر 2019 22:11

موريتانيا وأزواد بين الأمس واليوم

موريتانيا وأزواد بين الأمس واليوم 
عندما اغتيل الجنرال الفرنسي كبولاني على يد المقاومة الموريتانية  ثلاثينات القرن الماضي  كان قد وضع خريطه " ارض البيضان " الممتدة  من كليميم باب الصحراء الى نهر السنغال ومن المحيط الاطلسي إلى بحيرة تشاد ويميز شعبها لبس الدراعة والملحفة وله نفس العادات والتقاليد  وقد ناضلت هذه الشعوب كل في إقليمه وتحت قياداته المحلية ضد الاستعمارين الفرنسي والاسباني  .
خلال فترة الأربعينات أنخرط بعض قادة البيضان في مكتب تحرير المغرب العربي  بالقاهرة ثم حدثت خطط استعمارية لتقسيم المنطقة بدأت بفصل الحوض عن ازواد عام 1947 بهدف ضمه لمالي وإبعاده عن منظومتة المغاربية وقام عملاء فرنسا في دول المنطقة حديثة الاستقلال بتفكيك الروابط الاجتماعية بين مناطق البيضان و افتعلوا صراعات وهمية بين العرب و الأمازيغ  مثلما يحدث بين الشعانبة ولمظابة في غرداية .
وقد تمكن بعض شيوخ ازواد مثل الأمير محمد المختار الأنصاري الملقب حماما من ضم منطقة زعامته خويبة رأس الماء غرب تمبكتو إلى موريتانيا  لکهنا اعيدت لمالي في ترسيم الحدود عام 1964 وأصبح رؤساء موريتانيا المختار ولد داده ومحمد خونا ولد هيدالة ومعاوية ولد الطايع يقومون بتجنيس  ابناء تمبكتو ويعتبرون اهل خويبة راس الماء "كل انصر واولاد زعيم " نقطة ارتكاز سياستهم وبوصلتها في أزواد و يحق لهم دخول الجيش وتولي المناصب الحكومية وقد انقسم الأزواديين في حرب الصحراء بين الطرفين البيضانيين المتصارعين وحظوا باحترام  البولساريو وموريتانيا .
وقد تعاطفت الجمهورية الثانية بقيادة معاوية ولد الطايع مع المعسكر الاستقلالي الذي اسسه الأمير محمد علي الأنصاري والشهيد مانو دياك ومنحوا احد  أبطاله عيسى سيدي محمد زعيم الجبهة الشعبية لتحرير ازواد وسام تقدير ودعموه بعد رفضه اتفاقية الجزائر عام 1992 وتواصلوا مع االأمير محمد علي الأنصاري عبر دبلوماسييهم في المغرب ومع الشهيد مانو دياك وكرموا تلاميذهم وجعلوهم  رقم صعب في سياستهم تجاه ازواد و رفضوا إعادة اللاجئين وخلال الجمهورية الثانية لم تطلق الصحافة المحلية إسم الماليين عليهم وكان إقليم تمبكتو منطقة نفوذ موريتانية خالصة بينما لايتجازو النفوذ الجزائري كيدال و منكا .
  وكان الرئيس معاوية ولد الطايع يعتبر الطوارق العمود الفقري لقوات الأمن الرئاسي ورأس الحربة الموريتانية في مقاومة مشروع حركة فلام  المدعوم من المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا  
وبعد الاطاحة بولد الطايع عام 2005  قرب  الرئيس محمد ولد عبد العزيز  بعض تجار البرابيش المرتبطين بمصالح مالية مع أقاربه وصاروا  يجنسون افراد قبائلهم وصعب تجنيس الطوارق   بححة أنهم لايجيدون اللهجة الحسانية .
 وقد وزع الرئيس محمد ولد عبد العزيز الفصائل   التي صنعها  منذ 2012 بالتنسيق مع الجنرال الجزائري توفيق وبعضهم كانوا ناشطين في منسقية عرب مالي معارضين لثورة الشهيد إبراهيم اغ بهنغا بين منسقية حركات أزواد بقيادة MNLA  برئاسة بلال اغ الشريف التي تنازلت عن استقلال أزواد في اتفاقية وغادغو وبين بلات فورم بقيادة الهجي غامو الموالية لمالي لدعم المعسكر الاندماجي بقيادة  إياد اغ غالي وهو ما ورط حركاتهم في حروب قبلية بعضها طوارقي - بربوشي كما حدث قرب حدود الجزائر بين إدنان والبرابيش وأخرى بربوشية - بربوشية كان أخر فصولها ما حدث في لرنب قرب حدود موريتانيا قبل أسابيع بين ترمز وادوعيش .
 ونتيجة لذلك دخل إقليم  تمبكتو قبضة الجنرال الجزاىري توفيق وتراجع النفوذ الموريتاني وأصبح مجرد استعراض دبلوماسي في كيدال لتلميع صورة ولد عبد العزيز  في الاتحاد الافريقي بعدما زج به الجنرال توفيق بمشروع اللوبي الزنحي الامريكي المسمى بالحرب على الإرهاب الذي يشيطن الأزواديين ويربطهم بالارهاب ويستخدم مرتزقة إعلاميين "خبراء شؤون الارهاب" وانتج مستشاره الثقافي عبد الرحمن سيسكو فيلم تمبكتو الذي يقدم حكومة مالي كدولة مسالمة اعتدى عليها إرهابيون أزواديون بيض وانقذها التدخل الفرنسي ونال عليه جوائز أوسكار تشجيعية في مهرجان كان السينمائي.
 وفي المقابل غادر كثير من الطوارق موريتانيا إلى جنوب الجزاىر بسبب تضييق أقارب الرئيس محمد ولد عبد العزيز المتحكمين بملف الحالة المدنية ويستخدمونه سياسيا للحد من تجنيس الرقيبات الذين يختلفون معهم في قضية الصحراء الغربية بحجة انهم مزدوجي الجنسية وكذلك  يحدون من وتيرة تجنيس الطوارق لدفعهم للعودة إلى مالي حتى يتمكن الجنرال توفيق الذي ينسق معه ولد عبد العزيز  في شؤون منطقة الساحل  من السيطرة على الملف الأزوادي ومساومة  فرنسا في صراعه الداخلي ضد الجنرال احمد قايد صالح وقد تضررت قضية أزواد من ذلك التنسيق الذي كان على حساب توازنات مغاربية وغربية اهم وأكثر فائدة للمصالح العلياء الموريتانية .
 وقد خسرت موريتانيا خلال العشرية الماضية الكثير من اوراقها الاقليمية بسبب فقدان ولد عبدالعزيز البوصلة وإرتهان مواقفه لصراع محاور إقليمي لاناقة للمصالح العلياء للبلد فيه ولا جمل وتخليه عن المعسكر الاستقلالي الأزوادي المقرب من دوائر صنع القرار الغربي الذي جعل من الرئيس معاوية ولد الطايع رقم صعب عربيا وافريقيا وبيضة القبان في الكثير من ملفات المنطقة .
وبعد فوز الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قائد الجمهورية الثالثة  الذي تربطه قرابات و تحالفات مع ابناء خويبة راس الماء  العمود الفقري للمعسكر الاستقلالي فإن بإمكانه ان يبدا معهم من حيث انتهى ولد الطايع قائد الجمهورية الثانية ويعيد لموريتانيا دورها في ازواد ومكانتها الدولية  لتكون العمود الفقري لمشروع الشرق الأوسط الكبير في المنطقة المغاربية ولم شمل أمة البيضان عبر دعم قضيتي ازواد والصحراء الغربية والاستفادة من دعم اللوبيات الداعمة لأزواد في الكونغرس الامريكي والاتحاد الاوروبي وحلفائهم الأكراد في المشرق العربي والجاليات المسلمة في الغرب المنخرطة بالمشروع ودعم القضية الصحراوية لكسب اللوبيات الداعمة لها في اميركا اللاتنينية .
بقلم / ابوبكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي
الجمعة, 26 تموز/يوليو 2019 21:50

الظواهر الكونية عند الطوارق

الظواهر الكونية عند الطوارق
فــــي عام 1959م حدث كسوف كلي للشمس شاهده سكان الصحراء ،وكان حدثاً كونياً مهما لدرجة أنهم يؤرخون لذلك العام بعام الكسوف " آوتاي واد تميغي تفوك " .
طبعاً بما أن الحدث بارز وأثار حالة من الهلع بين السكان الذين لم يعتادوا مثل هذه الظواهر ولا تتوفر لديهم تفسيرات علمية لسبب حدوثها ، فإنه لم يمر دون أن تخلده الذاكرة الشعبية ،وحتى أنه احتل حيزاً مهما من انتباه الشعراء ووثقوه بقصائد لا زالت حتى اللحظة  يتناقلها الرواة ، ومنه هذه القصيدة التي لم أتمكن من الوصول إلى قائلها ،ولكنها وصفت أجواء تلك الظاهرة بشكل دقيق ،يمكن أن يعبر بك الزمن في لحظات وكأنك عشت أجواء  ذلك الحدث .
يقــول الشاعـــر :
آس إِڨَـا أَلَقْ نَ الزوال وادْ رَكَّغَنْ نَسْلَمــــَنْ
إِڨَـدْ اَهُـو سْ تَمَاسْنَـا نَ أَجَاجَبْ اَسُّـوكْسَضَنْ
إِتَـاڨَّـدَنْ سَ الهوا هـارْ إِضْـكَلْ إِجِيـدَرَنْ
أُوڨَّـغْ تَفُـوكْ آسْ تَبَـا أَڨَـنْ دَغَـسْ وَلْـوَلَـنْ
إِتْـرَانْ أَڨَـنْ تـاغَرَا نْ شِيهَايْ آتَـنْد إِڨْـدَظَـنْ
حيث يصف الشاعر في بداية القصيدة  بداية حدوث الكسوف ويقول أنه حدث وقت الزوال حيث توقيت صلاة الظهر عند المسلمين ،وأن البداية كانت بهبوب عاصفة غبار مخيفة جهة الشمال ،تتخللها زوابع تقتلع الخيم ،وفي لحظات عم الظلام لدرجة أن ظهرت النجوم في عز الظهيرة  .
مَتَنْغَسَنْـــد أَيْتِيـدَنْ سَـرْنَغْ وَرْ اَظَّـڨْظَنَـنْ
اُوڨِّيـقَّـنْ ڨَـانْ تَـاغَرَا نْ ظَنْكَـادْ آسْ أَڨِّيـوَلَنْ
إِيَضْـكَلْـنِينْ بندڨــــه ڨَـانِّينْ آدْ أَدَّڨَّـڨَـنْ
وفــي هذه الفقرة يصف الشاعر حالة الهلع التي عمت النجع وتجمع الناس ،الذين يبدو عليهم الذهول وحالة من عدم استيعاب ما يحدث ، وبدأ بعضهم بتجهيز ما توفر من الأسلحة استعدادا لصد هجوم غضب الطبيعة الذي لم يعهدوه .
إِيَّضْ ڨَـانِّيـنْ مِي إِقَّـلْ آسْ مَشِّيسْ آتَتْد إِغَـرَنْ ؟!
إِيَّضْ ڨـانِّيـنْ مِي إِقَّـلْ آسْ تَـالِّيتْ آتَتْد إِهَـرَنْ ؟!
وفــي تفسير الظاهرة ذهبوا إلى عدة تفسيرات ، فريق يقول : ربما الله سبحانه هو الذي أخذ نورها أو استدعاها ،وهو تفسير أقرب ما يكون لرأي رجال الدين ، في ذهب فريق آخــر يتساءل في تفسيره : ربما يكون الأمر بسبب وقوع الشمس والقمر في مسار واحد بحيث حجب علينا القمر ضوءها ، وهو تفسير أقرب ما يكون للتفسير العلمي لظاهرة الكسوف .
آشَـلْ وَدِيهْ إِرْك أَيْتِيـدَنْ غَـرَدْ أَظِيكَـنْظَـرَنْ 
إڨْـرَاوْتَـنْ إرْك الساغت ڨَــانِّينْ اَجَلْ وَا إِلْكَـمَــنْ
فِلاَوَسَـنْ وِ اَكْسُــوضْنِينْ يالله وَرْ اَمُّـوتَّيـنْ
آشَـلْ وَدِيه تَــارَّغِيـنْ اَغْشَــادْنَـتْ دْ سِيــلَڨَـنْ
نَـكُّــو نَـايَـا بَـاشَـنِينْ وَا كَــرَّوَنْ كُـوكَسَــنْ
أَدِّيــوغْ دْ مًــريمة تَـا تَـرْظَـتْ إِفِيــسَيَــنْ
ثــم يضعنا الشاعر في أجواء الحالة النفسية للناس في أثناء مشاهدتهم تلك الظاهرة ، حيث تسود حالة من العصبية وخاصة لدى الذين يرون أنفسهم أنهم لم يكونوا على طريق الاستقامة ، وظنوا أن القيامة قامت عليهم وهم مازالوا في ضلالاتهم ، في حين أن الأتقياء يبدون على درجة كبيرة من الطمأنينة ولم ترعبهم الظاهرة ، ويرون أنها آية من آيات الله .
ويخلص الشاعر إلى أنه من شـــدة ذهول الناس بالظاهرة وحالة الخوف التي عمت وسادت الموقف أن الشباب الأشقياء لم يعودوا تلفت انتباههم الصبايا الحسناوات اللائي يمرون بهن لدرجة وكأن البغضاء قد حلت محل الإعجاب والتغزل السابق .
أمــا الشاعر فيقول أنه لم يكن من أي من هؤلاء  الذين أُخــذوا بهول الظاهرة ، وإنما مر عليه ذلك اليوم كـــأي يوم عادي آخر من أيامه حيث أنه أمضى ذلك اليوم رفقة الحسناء " مريمة " ممتطيًا جوادَه الأصيل " باشَــنِينْ  "  الذي يصفه بأن أذنيه صغيرتان .
هذا المقال ليس من قبل ادّعاء التخصص في هذا المجال بقدر ما هو محاولة لدغدغة مواهب الضليعين في مجال الأدب التارقي لينيروا لنا بعض الزوايا التي غطتها عتمة النسيان وينعشوا ذاكرة الأجيال .
النص قابل للإضافة والنقد والتحليل .
-------- 
ربما القصيدة موضوع الشرح أطول مما وقع بين يدي بالتالي من تتوفر لديه كاملة نحن سعداء بالحصول عليها .
أمهيمد السونفه السودهي  .صحفي ومهتم بالأدب الطارقي

 

الخميس, 25 تموز/يوليو 2019 18:00

مؤلم أن يتساوى في نظرك كل شيء ..

 

 

وحدث أن مر بي تساؤل كان يقول ، أنه لماذا فينا يموت الشغف وما الذي يجعلنا نألف اللامبالات ليتساوى بنظرنا كل شيء ، كل شيء دون استثناء ، ويصبح ليس باستطاعتنا سوى مراقبة ما يحدث دون أي ردة فعل تذكر .
كان السائل يخص بسؤاله مجتمعنا ، مجتمعنا ذاك الذي يستوطن الجنوب المنسي ، ذاك الجزء الذي يضج بالتخلف ، بالسلبيات، بالفوضى واللاترتيب .
أثار الموضوع تفكيري ، جعل مجموعة من الصور والمقتطفات تنساب بسرعة لتتكدس بتصادم على لوحة خيالي ، وأخذت أقفز بينها الواحدة تلو الأخرى وأعود بين الحين والآخر لأعيد النظر في أغلبها لما تحمله من معاني ألم ومعناة ..
لازلت كذلك حتى أخذني النوم قليلاً فرأيت فيما يرى النائم ؛ أني أَجوبُ الشوارع ليلاً بحثً عنك في كل مكان ، كان يملأُني الخوف ويُشعرني برغبة في البكاء مثل طفلة تائهة ، الغريب إني كُنت أَرَى بيتك يشع نوراً رغم الظلام الدامس الذي كان يحيطُ به من كل مكان .
كنت أعرف المسلك المؤدي إليه ، أعرف كل شارع ، كل زقاق بل وكل جدار في تلك المنطقة المكتضة والضاجة بالمشاة والركاب والجلس على الكراسي المتناثرات وعلى جنبات الطريق هنا وهناك .
كان جوا مخيفاً ، بل مرعب إلى حد ما ، يملأه القلق والحيرة. 
كنت أعرف الطريق لكني تائهة ؛ تائهة لأن المكان مكاني وكل وجه فيه صادفني ملامحه ليست بالغريبة عني ، لكني لم أجرئ على تحديد الوجهة ولا على تثبيت الخطى ولا حتى الهرب من ذاك الضجيج الذي كان يجتاحني ، بل كان يغمرني كلي واجتثني منه .. 
اتراه ضعف ، أم نوع من الفوبيا ، أهو حيرة ،أم ابتلاء يجعلني أفكر لوهلة وبسطحية جارفة فأجد الحل والمفر هو الرحيل وترك المكان .. 
لا أعلم لماذا ؟
أخيراً وبعد عاصفة قلق من ذاك النوع الضخم الذي يلم بكل أنواع البرق ، زوابع الغبار الكثيفة ، الرعد ، والقليل من حبيبات المطر ؛ إنتهى بي الأمر مستيقظة على نبضات قلبي كزلزال يعصف بكل كياني.
قمت مسرعة من فراشي أتحسس المكان من حولي ، أريد التأكد أني هنا ،أين تركتني قبل الإبحار في النوم ؛ كنت اتخبط من غرفة إلى أخرى ، ثم بخطوات مسرعات ركضت نحو باب البيت أريد رؤية ما خلفه ، أريد رؤية الشارع .
تلعثمت أصابعي فلم أفلح في فتحه ، فحاولت مجدداً مرة فثانية ، فثالثة حتى نجحت في الأمر وفتح الباب اخيراً ؛ هرعت للخروج بسرعة خاطفة ثم وقفت في محاداته بتصنم تام وكلي فوضى باطناً وظاهراً ، كنت مركزة ، اتفحص ما حولي وبدقة محاولة المقارنة بين ما أراه الآن وما رأيته في الحلم .
ثم بعد هنيهات من اللاوعي المشوب بالتركيز العميق تأكدت أني هنا ، هنا أين تركتني البارحة ، أين كنت لازلت ؛ تمتمت بصوت مبحوح تخنقه السعادة .. إني هنا ..
صحيح أننا نحب أرضنا ، نحب من نحن رغم كل شيء ..
رغم كل عيوبنا ..
نحب تفاصيلنا الإيجابية منها وحتى السلبية رغم أنه ليس من العقل واللبابة سعادة الفرد وفرحه بتلك النقاط الضعيفة في شخصه ، بل من المفترض به أن يحاول ويعمل عليها لتصحيحها أو جعلها أقل ضرراً .
قال أحدهم، لا النتيجة تقتل ، ولا الخيبة، ولا حتى الإحباط والمنع، ما يقتل هو انطفاء تلك الشعلة المهولة التي تدعى رغبة أو شغف .
الرغبة في التحسن ، الشغف لبلوغ العلى ، والمنى بوصول الغايات والهمم العاليات ..
إن الأمر اشبه بأن تنتهي رغبتك تجاه هدف ما أو حلم طالما تأملته ، طالما تنفست نسيمه ، وركضت في السبيل إليه ؛ ثم فجأة يتوقف المشهد ، تبرد تلك الحماسة وتنطفئ الرغبة ، فيبهت لمعان الصورة ويختفي ذاك العطر الذي كان يجذبك ،
هو اشبه بأن تصِل لكنها ليست وجهتك، أنت راضٍ لكنك لاتقفز فرحاً مثلهم .
مؤلم ..
مؤلم أن يتساوى بنظرك كل شيء ، كل شيء دون استثناء ، لن يصبح باستطاعتك سوى مراقبة ما يحدث دون أي ردة فعل تذكر .
إنه استسلام مطلق ..
إنه الموت قبل الموت .
 
سعيدة اوداد ✒

 

الفساد ينخر هياكل الدولة ويتسرب إلى المنظمات الإنسانية ...
منطقة شمال مالي ( أزواد ) عانت ولا زالت تعاني من تهميش إدارات دولة مالي المتعاقبة ما تسبب في تأخر ملحوظ في كافة جوانب التنمية في كل النواحي ، إذ يفتقر الإقليم المتوتر منذ عقود من الزمن إلى أبسط سبل الحياة في ظل عجز حكومي في تغيير هذا الواقع ، ما استدعى تدخل منظمات إنسانية عالمية ذات خبرة وشفافية معروفة في المجال الإنساني لتقديم يد العون لملايين السكان الذين تقطعت بهم السبل ومن هذه المنظمات العالمية على سبيل المثال لا الحصر : أطباء بلا حدود ( MSF ) , المنظمة الدولية للصليب الأحمر ( CICR ) ,  أطباء العالم ( MDM ) الفاو ( FAW ) ، برنامج الغذاء العالمي ( PAM ) , ... والقائمة طويلة وكلها منظمات تابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والتي كانت في بدايات مجيئها تعمل بطريقة يمكن القول عنها أنها شفافة بالرغم من الغموض الذي يلف معظم جوانب أنشطتها .
وفي الفترات الأخيرة وفي ظل ما تشهده المنطقة من توتر تزامنا مع اندلاع الاشتباكات بين الجيش المالي وحركات ثورية تابعة لسكان الاقليم سنة 2012  وصعوبة الإقامة لموظفيها الأوروبيين  في المنطقة نظرا لمخاطر أمنية مفترضة تغيرت استراتيجيات العمل لهذه المنظمات إذ أنها بدأت تستعين بكوادر محليين تابعين في الأساس للإدارات الحكومية السابقين والذين يتمتعون بالخبرة اللازمة في الإدارة وكذلك الخبرة الطويلة في نهب الأموال العامة بطرق حتى الشياطين تنبهر بها . 
 ولم تعد هذه المنظمات كما كانت بل أصبحت سوقا كبيرا للنهب الممنهج لأموال المنظمات والمانحين بالتواطؤ مع موظفوا الأمم المتحدة والسلطات المحلية للمناطق ، فأصبحت بدلا من أن تساهم في رفع جزء من المعاناة اصبحت هي المعاناة بذاتها لأنها لا تقدم خدماتها ومساعدتها لمستحقيها بل تكون هذه المساعدات حكرا على طبقة معينة من زعماء القرى إلى شيوخ القبائل إلى المتنفذين في الدولة ومن يتمتعون بالمعارف والوساطات والمحسوبيات وتحولت من مساعدات إنسانية إلى وسيلة رخيصة لشراء الذمم والولاءات ، ناهيك عن ما تسببت به من دمار تام للمنظومة التعليمية والصحية والإدارية الهشة أصلا ، وبالعودة إلى كوادر هذه المنظمات غالبيتهم العظمى هم مدرسين وموظفين حكوميين وإداريين وممرضين وأطباء بعدما وجدوا فرصتهم الذهبية من خلال مرتبات تفوق ما يتقاضونه في السلك الحكومي بأضعاف عديدة ومزايا تأمين صحي ومواصلات وغيرها ما لم يكونوا ليحلموا حتى بالجزء البسيط منه وهم موظفون حكوميون ، وكل هذا بعلم ومعرفة السلطات بدون اتخاذ أي إجراء ، وهذا ما يفسر توقف التعليم والصحة وكافة الإدارات الحكومية ما تسبب في شلل عام للدولة في مناطق الشمال وليس الهاجس الأمني المزعوم الذي صنعه هؤلاء الموظفون بتقديم تقارير ملفقة كاذبة لرؤسائهم الأوروبيين لمنعهم من الإطلاع على الوضع ميدانيا وليستمر النهب الممنهج باسم المساعدات الإنسانية إلى أجل غير مسمى ....
#لكم_الله_ياأبناء_أزواد
أ: محمد أكلي شكا
الصفحة 1 من 26