الفساد ينخر هياكل الدولة ويتسرب إلى المنظمات الإنسانية ...
منطقة شمال مالي ( أزواد ) عانت ولا زالت تعاني من تهميش إدارات دولة مالي المتعاقبة ما تسبب في تأخر ملحوظ في كافة جوانب التنمية في كل النواحي ، إذ يفتقر الإقليم المتوتر منذ عقود من الزمن إلى أبسط سبل الحياة في ظل عجز حكومي في تغيير هذا الواقع ، ما استدعى تدخل منظمات إنسانية عالمية ذات خبرة وشفافية معروفة في المجال الإنساني لتقديم يد العون لملايين السكان الذين تقطعت بهم السبل ومن هذه المنظمات العالمية على سبيل المثال لا الحصر : أطباء بلا حدود ( MSF ) , المنظمة الدولية للصليب الأحمر ( CICR ) , أطباء العالم ( MDM ) الفاو ( FAW ) ، برنامج الغذاء العالمي ( PAM ) , ... والقائمة طويلة وكلها منظمات تابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والتي كانت في بدايات مجيئها تعمل بطريقة يمكن القول عنها أنها شفافة بالرغم من الغموض الذي يلف معظم جوانب أنشطتها .
وفي الفترات الأخيرة وفي ظل ما تشهده المنطقة من توتر تزامنا مع اندلاع الاشتباكات بين الجيش المالي وحركات ثورية تابعة لسكان الاقليم سنة 2012 وصعوبة الإقامة لموظفيها الأوروبيين في المنطقة نظرا لمخاطر أمنية مفترضة تغيرت استراتيجيات العمل لهذه المنظمات إذ أنها بدأت تستعين بكوادر محليين تابعين في الأساس للإدارات الحكومية السابقين والذين يتمتعون بالخبرة اللازمة في الإدارة وكذلك الخبرة الطويلة في نهب الأموال العامة بطرق حتى الشياطين تنبهر بها .
ولم تعد هذه المنظمات كما كانت بل أصبحت سوقا كبيرا للنهب الممنهج لأموال المنظمات والمانحين بالتواطؤ مع موظفوا الأمم المتحدة والسلطات المحلية للمناطق ، فأصبحت بدلا من أن تساهم في رفع جزء من المعاناة اصبحت هي المعاناة بذاتها لأنها لا تقدم خدماتها ومساعدتها لمستحقيها بل تكون هذه المساعدات حكرا على طبقة معينة من زعماء القرى إلى شيوخ القبائل إلى المتنفذين في الدولة ومن يتمتعون بالمعارف والوساطات والمحسوبيات وتحولت من مساعدات إنسانية إلى وسيلة رخيصة لشراء الذمم والولاءات ، ناهيك عن ما تسببت به من دمار تام للمنظومة التعليمية والصحية والإدارية الهشة أصلا ، وبالعودة إلى كوادر هذه المنظمات غالبيتهم العظمى هم مدرسين وموظفين حكوميين وإداريين وممرضين وأطباء بعدما وجدوا فرصتهم الذهبية من خلال مرتبات تفوق ما يتقاضونه في السلك الحكومي بأضعاف عديدة ومزايا تأمين صحي ومواصلات وغيرها ما لم يكونوا ليحلموا حتى بالجزء البسيط منه وهم موظفون حكوميون ، وكل هذا بعلم ومعرفة السلطات بدون اتخاذ أي إجراء ، وهذا ما يفسر توقف التعليم والصحة وكافة الإدارات الحكومية ما تسبب في شلل عام للدولة في مناطق الشمال وليس الهاجس الأمني المزعوم الذي صنعه هؤلاء الموظفون بتقديم تقارير ملفقة كاذبة لرؤسائهم الأوروبيين لمنعهم من الإطلاع على الوضع ميدانيا وليستمر النهب الممنهج باسم المساعدات الإنسانية إلى أجل غير مسمى ....
#لكم_الله_ياأبناء_أزواد
أ: محمد أكلي شكا