لاشك ولاريب في أن هناك عدة عوائق تحول دون تحقيق حلم الشعب الأزوادي المتمثل في حصوله على استقلاله عن دويلة مالي حتى ينعم بالحرية والاستقرار على أرضه و ترابه الوطني.
ومن أبرز هذه العوائق هي مشكلة الوطن البديل المتمثل في تجنيس أبناء الشعب الأزوادي في دول الجوار وادماجهم نهائيا في الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وربما الأمنية لهذه الدول مما يقضي على آمالهم في العودة وينهي علاقتهم بالوطن الأم بصفة كاملة وينسيهم إياه.
هذه السياسة بالغة الخطورة على هوية الشعب الأزوادي وعلى مستقبل مشروعه الإستقلالي وعلى إرتباطه بأرضه وتاريخه وثقافته، بدأت الهجرة الأولى منذ فترة الاستعمار حيث انطلقت طلائع هذه الهجرة فرارا من المستعمر الكافر متجهة نحو بلاد الحرمين وقد انقطعت السبل ببعض هؤلاء فاستقروا في الدول التي يمرون بها مثل السودان وتشاد....
وفي السبعينيات من القرن الماضي وبالتحديد مباشرة بعد مجاعة 1973 اتسع الخرق وحدث نزوح غير مسبوق حتى أصبح إقليم أزاد شبه خال من السكان فانطلق معظم السكان نحو دول الجوار تلك الهجرة ساعدت أبناء الشعب الأزوادي على إكتشاف العالم وساعدت العالم على التعرف على مكامن القوة في الشعب الأزوادي.
وكانت أول علاقة سياسية تربط أبناء هذا الشعب مع دول الجوار كانت مع نظام العقيد امعمر القذافي حيث فتحت لهم ليبيا المعسكرات التدريبية والتحق بعضهم بالمدارس ومارست البقية منهم الأعمال الحرة .
مضت سنوات وصار لا بد للنظام الليبي من أن يستفيد نوعا ما من ضيوفه الجدد الذين فتح لهم معسكراته ومدارسه طمعا في استخدامهم لا كرما منه.
لأول مرة زج بهم في حرب ليبيا واتشاد أو بما يعرف بحرب أوزو وكذالك في حرب فلسطين وإسرائيل حيث أرسلوا للجبهات القتالية في كل من سوريا والأردن ولبنان , وراح الكثير منهم ضحية لهذه الحروب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
بعد عودة من تبقى منهم من الحرب تسارعت وتيرة تجنيسهم والحق الكثير منهم بأجهزة الأمن والجيش الليبي. وشاهدنا خلال هذه الفترة تجنيس شامل لأبناء قبائل أزوادية كاملة بدعاية أن أصولها ليبية وتم فصلها نهائيا عن بقية القبائل الأخرى التي لم يتم تجنيسها ومنحت مخصصات مما أثار حفيظة بقية القبائل وأشعل نار التنافس والتسابق نحو التجنيس والتوطين.
وحذت دولا أخرى مجاورة هي أيضا حذو ليبيا كالجزائر مثلا التي وجدت ضالتها في شعب أزواد إذ لا يخفى علينا جميعا أن المنطقة الجنوبية للجزائر رغم ثروتها البترولية والغازية المعتبرة إلا أن سكانها غير نشطين وكانت المنطقة شبه ميتة بالرغم من المجهود الذي تبذله الدولة لإحيائها وإهالها بالسكان إلا أن كل جهودها باءت بالفشل, حتى جاءت الهجرة الثانية للشعب الأزوادي في تسعينيات القرن الماضي "ورب مصائب قوم عند قوم فوائد" وجدت الحكومة ضالتها في النازحين الهاربين من أبناء هذا الشعب النشط الذي حرك الإقتصاد وبنى الأرض ونشط الإدارة وكان السبب في إحداث ثورة عمرانية وسكانية في ولايات الجنوب الجزائري وخاصة ولايات أدرار وتمنغست(سابقا) والبرج وعين قزام (حاليا) , بعد هذه المكاسب الإجتماعية التي حققها أبناء الشعب الأزوادي على أرض الجزائر وليبيا ارتفعت وتيرة التجنيس من جديد إلى مستوى عالي وعلني وصارت سفارات وقنصليات هاتان الدولتان تمنح الجنسيات للأزواديين جهارا نهارا.
انضمت موريتانيا إلى قائمة الدول المجنسة للازواديين بعد هجرة التسعينات وما مدن ليرة وباسكنو ومخيم امبرا الحالي وغيرهما من المدن والقرى على الحدود إلا أكبر دليل على ذالك وتفيد المعلومات الواردة من بلاد شنقيط أن موريتانيا تعاني من مشكلة أكبر بكثير من مشكلة بقية الدول المجاورة وهي نزوح أعداد كبيرة من سكان الدول المجاورة لها كالسنغال ومالي وغينيا وغامبيا من ذوي البشرة السوداء إليها والاختلاط بسكانها من نفس البشرة مما سيغرقها في بحر من السواد في السنوات القادمة لا محالة ولهذا السبب تسعى جاهدة لتجنيس أكبر عدد من أبناء أزواد للحفاظ على توازن "البيضان مع السودان" في موريتانيا.
بينما تمر عملية التجنيس لأبناء شعب أزواد في كل من النيجر وبوركينا فاسو بهدوء وبدون ضجيج وبلا تخطيط حكومي مسبق لها بل بإرادة من القادمين أنفسهم وبدون عوائق تذكر وحسب بعض المعلومات الدقيقة فإن غالبية سكان الشريط الحدودي الأزوادي المحاذي لمنطقة "ازواغ" في النيجر كلهم يحملون الجنسية النيجرية بينما يحمل سكان الشريط الحدودي المحاذي لبوركينافاسو جنسية بوركينا فاسو.
إضافة إلى هؤلاء السكان فإن هناك آخرين توغلوا في داخل هذه البلدان منذ سنوات وتوزعوا على مدنها الكبرى وقراها وذابوا في نسيجها الإجتماعي نهائيا .
وتجنس الكثير من أبناء الشعب الأزوادي وخاصة السنغي منهم في دولة غانا ويشكلون أكبر تجمع للمهاجرين داخل غانا وخاصة في مدينتي كوماشي والعاصمة أكرا وهناك أعدادا لا بأس بها من المتجنسين من أبناء الشعب الأزوادي في ساحل العاج وبنين والتوغو وحتى نيجيريا والكمرون لم تسلما من هجرة الأزواديين وتجنيسهم . وهناك حالات تجنيس قليلة لازواديين في دول خليجية وعربية.
إن من ينظر إلى حالة الإزدهار الإقتصادي والثورة العمرانية والحركة السكانية التي تعيشها الولايات الجزائرية الموالية للحدود الأزوادية يعرف مدى نشاط وحيوية أبناء هذا الشعب الذي لا ينام ولا يخشى إقتحام المخاطر , ومن يتذكر كيف دافعت الجالية الأزوادية عن مدينتي أوباري وسبها الليبيتين بشجاعة منقطعة النظير إبان الحرب التي شنتها عصابات التبو للإستلاء على عليهما يعرف أن أبناء هذا الشعب متميزين في كافة المجالات ومن يرى العمارات الشاهقة التي شيدها السنغي في كوماشي وآكرا وكوتنو واللومي يتذكر بدون شك أيام إزدهار إمبراطورية السنغي الأزوادية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر ومن يلقي النظرة على شركات النقل وغيرها من الشركات المتعددة التي أنشأها أبناء مهاجرين قدامى من عرب وطوارق أزواد في النيجر يعرف مدى خطورة وحيوية هذا الشعب المقدام الذي أعاد لرحلة "أزلاي" حلتها القديمة ولكن بطرق حديثة ومعاصرة.
كلكم تعرفون أن مسألة استقلال أزواد مرتبطة بدول الجوار أكثر مما هي مرتبطة بدويلة مالي , كما أن سكان أزواد كانوا ولا زالوا مرتبطين بهذه الدول أكثر من ارتباطهم بدويلة مالي التي الصقنا بها المستعمر الفرنسي كرها. إذ لا روابط تاريخية ولا إجتماعية تربط بين الشعبين.
لاحظوا معي جيدا كيف أثرت عودة عدد قليل من أبناء الشعب الأزوادي من ليبيا بعد سقوط نظام امعمر القذافي وتذكروا كيف صنعت عودتهم فارقا كبيرا في الصراع الأزوادي المالي وكيف تم تحرير كامل التراب الأزوادي على أيديهم وأيدي بقية إخوتهم المحليين ثم تصوروا أن تعود بقية أبناء أزواد المهاجرين في دول الجوار إلى أرض الوطن وينضموا إلى من هم موجودين وعندها تصوروا النتيجة.
إن نسبة ما تبقى من شعب أزواد على أرض أزواد لا تتجاوز 40% إن لم تكن أقل من ذالك بكثير والبقية كلها في المهجر ويلاحظ من زار أزواد أن أغلبية من بقوا في البوادي والمخيمات والقرى الأزوادية هم من العجائز والصبيان.
دول الجوار ترتكب خطأ فادحا بنظرها إلى استقلال أزواد وكأنه خطرا يهدد وحدتها الترابية وأن ذالك سوف يضعفها أو يعرضها للتقسيم هي أيضا.
عندما كان أزواد قويا ومستقلا لم يضم أي بقعة من أراضي هذه الدول المجاورة وكان بالعكس سندا وعونا بل وصمام أمان وسدا منيعا أمام أي عدوان يستهدف هذه الدول إن كانت موجودة أصلا , نتذكر جيدا كيف وقف المجاهد العظيم الشيخ كوصن أمام الغزاة الإيطاليين لمنعهم من بسط سيطرتهم على مدن الجنوب الليبية كافزان واغدامس وغيرهما وفعل نفس الشي مع الفرنسيين في منطقتي آير وأزواغ كما قدم أبناء الشعب الأزوادي العون لقيادة الثورة الجزائرية ضد فرنسا فكانوا يستقبلونهم في المخيمات والقرى والمدن الأزوادية وكانوا يكرمون نزلهم ويقيمون لهم المعسكرات التدريبية على أرضهم ويخفونهم في منازلهم بعيدا عن أعين فرنسا ومنهم من التحق بالثوار وقاتل في صفوفهم وفخامة الرئيس الجزائري الحالي السيد عبد العزيز بوتفليقة خير شاهد على ذالك وكان يقود خلية المجاهدين الجزائريين على أرض أزواد.
كما أن العلامة الأزوادي الشيخ سيد المختار الكبير الكنتي عبر عن دعمه للجزائر إبان احتلال مدينة وهران من قبل الفرنسيين في رسالة أرسلها للمك المغربي سيدي محمد بن عبد الله وكان يوجه فيها اللوم إلى أصحاب جزيرة مزغناي وهي الجزائر العاصمة حاليا ويقول فيها أنهم كانوا قادرين على الدفاع عن وهران وغيرها من المدن الجزائرية إلا أنهم تخاذلوا وهانوا.
وما رسالة المجاهد فيهرون اغ الينصار إلى أمنوكال آهجار موسى اغ آماستن التي يقول له فيها أنه يجب علينا أن نتفق فيما بيننا ونحارب الفرنسيين معا فنقتل من يأتينا منهم وتقتلون أنتم من يأتيكم منهم إلا خير دليل على السد المنيع الذي كان يشكله أزواد لدول الجوار عندما كان قويا.
وحظيت موريتانيا أو بلاد شنقيط بدعم سياسي مستمر من شخصيات أزوادية حيث كانوا يتدخلون في حل النراعات الداخلية ويقضون على الفتن والخلافات بين القبائل الموريتانية ورسائلهم في ذالك كثيرة ومتعددة ومتوفرة أيضا .
إن من أكبر أخطاء الدول المجاورة هو خوفها من استقلال أزواد فلو استقل لكان لها سدا منيعا أمام مخاطر كثيرة كالهجرة السرية مثلا والتهريب والجريمة المنظمة بينما يشكل ضعف أزواد وعدم استقلاله خطرا كبيرا على دول الجوار التي قد تنتقل لها هذه الأوجاع في أي لحظة.
لو فكرت الدول المجاورة بعقلانية في سياسة الغرب عندما أنشأ دولة إسرائيل من العدم ووضعها شوكة في حلق الدول العربية لفهم أن ذالك لم يكن حبا في اليهود بل خوفا من العرب والمسلمين الذين لا بد للغرب من أن يخلق لهم مشكلة تشغلهم عنه , فإسرائيل ليست أكبر من كونها مجرد بوابة متقدمة للغرب في دار الإسلام بينما تسعى دول المجاورة لأزواد جاهدة لإزالة البوابة الأزوادية الصامدة أمام المد الزنجي لدول غرب افريقيا تجاه الدول المجاورة.
على دول الجوار أن تفهم أنها مهما وضعت من حواجز وعراقيل أمام استقلال أزواد فإن ذالك لن يجدي نفعا وأن الإستقلال قادم لا محالة وأن الشعب الأزوادي بات في طريقه لتخطي كل هذه الحواجز والعراقيل التي وضعت أمامه لتعطيل مسيرته نحو الحرية والعدالة والمساواة والعيش الرغد.
إن سياسة تحويل منطقة أزواد إلى أرض مشتعلة وملتهبة غير مستقرة وليست صالحة للحياة البشرية وجعلها مجرد مزبلة نفايات يرمى فيها كل ما لم يلذ ولم يطيب سياسة خطيرة جدا وتعد بمثابة اللعب بالنار ومن يلعب بالنار فستحرق النار أصابعه لا محالة.
لقد بات واضحا أن الشعب الأزوادي قد أراد الحياة وإذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر.
بقلم / بابا سيدي محمد الفردي

بحمد الله وتوفيقه تــم افتتاح مشــروع مكـــافحـــة العمــى، والذي استقبلته صباح أمس السبت  يوم 26 أغسطس 2017م، محافظة إغدز في المستشفى الكبير، هذا المشروع الذي تنفذه جمعية التعاون للخدمات الإنسانية بالنيجر، بتمويـل من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، والذي سيستمر لمــدة خمسة أيام بإذن الله تعالى.

 المشروع عبارة عن إجراء عمليات المياه البيضاء التي تتسبب في إصابة العديد من أبناء الشعب النيجري بالعمى لسنوات طويلة رغم بساطة العملية التي يحول الفقر بينهم وبين إجراءها.

المشروع يهدف إلى إجراء عمليات جراحية لمرضى العيون (الكتاراكت) وتوفير الأدوية  لهم.

نــرجــو الله العلي القدير أن يجازي المحسنين والقائمين بتنفيذ هذا المشروع خير الجزاء إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.

                                                        علي أحميد عيسى

                                                        إغــدز – النيجـر

أيديولوجيا الإنسان البرّي - الميثولوجيا.

ميثولوجيا الإنسان الحضري - الأيديولوجيا.

                              *

الميثولوجيا - أرجوحةٌ في حياة الإنسان البرّي.

الأيديولوجيا- سلاحٌ في كفّ الإنسان الحضري.

                             *

الميثولوجيا- تصريف الواقع في ملحمة شعرية.

الأيديولوجيا- تصريف الواقع في مكيدة سريّة.

                            *

البحث عن الحقيقة - فضيلة الميثولوجيا.

احتكار الحقيقة - خطيئة الأيديولوجيا.

                          *

منطق إنسان الميثولوجيا - الحُلُم.

منطق إنسان الأيديولوجيا - الكَلم.

                          *

حسام إنسان الميثولوجيا في استنطاق أحجية الوجود - الإشارة.

حسام إنسان الأيديولوجيا في استنطاق أحجية الوجود - العبارة.

                            *

عملة إنسان الميثولوجيا في العلاقة مع الواقع الدنيوي - الشَّعْر.

عملة إنسان الأيديولوجيا في العلاقة مع الواقع الدنيوي - العنف.

                               *

سيرة إنسان الميثولوجيا - ترجمة لشطحة وَجْد.

سيرة إنسان الأيديولوجيا - ترجمة لنوبة صرع.

                              *

دين إنسان الميثولوجيا - الحرية.

دين إنسان الأيديولوجيا - الملكية.

                             *

حتى المتن الذي يعالج موضوعاً دنيوياً حرفياً كالتاريخ يتحوّل مادةً شعرية، بل وسيمفونية عبقرية، عندما يُكتب بروح الميثولوجيا، وتاريخ هيرودوت أكبر شاهد على ذلك.

في إطار الحملات التي تقوم بها السلطات الجزائرية للقبض على بعض اﻷفــارقـة، والتي تصل أحيانا إلى ترحيل بعضهم، وصل 1030 مهاجراً من مواطني النيجر إلى مدينة إِغَــــدَز "إجَدَشْ" ليلة البارحة 26/8/2017م، بعد أن تم ترحيلهم من قبل السلطات الجزائرية، وكلهم من أصل نجيري ينتمون إلى محافظة زندر، ومن بينهم 229طفــلاً ، و 94 امرأة، و707 رجلاً، وقد تم إيواؤهم في ساحات مدرسة تِيدْنَـاس، ريثما يتم نقلهم إلى أماكنهم.

                علي أحميد عيسى، آرليت/النيجـر

بورقا:  هكذا أسميها مزاحاً .... وهكذا تطلق على كل من سواها من البشر لأنهم في نظرها مثل بورقا وهي مفردة طارقية تطلق على نوع ردئ من ورق الآتاي ..... هي فتاة أزوادية في العقد الثالث من عمرها، تقطن بضاحية باريس الشمالية في حي ذي غالبية يهودية.

قررت زيارتها بعد تلقي اتصالات عدة منها تشكو من خلالها سوء الحال وتحكي عن مرض  نفسي مؤلم أصابها ..... انطلقت رفقة صديقي لرؤيتها .... وصلنا المكان وانتظرنا خروجها إلينا ..... وصلت الفتاة الشحيبة المصابة حتى في وجهها تبدو أثار تغيير قد طرأ على حياتها .

طلبت بأدب أن نمر على كارفور للمواد الغذائية قبل الذهاب إلي بيتها .... في المتجر عامل مالي حكت لنا أنه قد رآها ذات مرة بلباس تقليدي وقد جذب انتباه العامل، وقال لها هل أنت من طوارق مالي ؟ !  الجواب كان صرخة في العامل لست مالية وقد قتلتمونا وشردتمونا ! أنا أزوادية ...العامل في موقف لا يحسد عليه وسط الزبائن ومدرائه،  لأن رفيقتنا رفعت صوتها عاليا وكأنها وجدت فرصة لإطلاق كلمات بقيت مكبوتة في صدرها زمنا طويلا.

خرجنا من المتجر وبعد دقائق قليلة وصلنا محل إقامتها وقبل أن تفتح الباب وتأذن لنا بالدخول توجهت إلينا وطلبت عدم الضحك علي أغراض بيتها المبعثرة .... وعدنا بالأمر وطيّبنا الخاطر .... ودخلنا باسم الله .

تفضلنا بالجلوس في صالة شقة ضيقة كعادة البيوت هنا ....أمامنا طاولة منخفضة تحكي وحدها تفاصيل إنسان يعيش مرحلة ما بعد العقل ....كتب ومجلات وبقايا سجائر ومأكولات وأوراق أدت دورها وتنتظر سلة المهملات ....رسومات يدوية مزخرفة بجمل من تيفيناغ تدلك علي فترات فراغ طويلة لصاحبة المكان .

صديقي كان مشاكسا و يطرح عليها أسئلة ..... ماذا تفعلين صباحا ؟ تجيب  استيقظ و اشغل التلفاز بحثا عن أخبار بس كل شئ متكرر ... ثم أستمع للموسيقة ...

بقيت أنا أبحث عن طريقة للحديث مع إنسان لا تدري متى يثور .... وقع نظري علي كتاب تحت الطاولة وسط ركام من الأوراق التالفة .... الكتاب معنون بالقرآن الكريم بالفرنسية ..... طلبت الإذن منها لرؤية الكتاب وأذنت وقالت خذه بيمينك لأنه القرآن ! ثم أخذت قطعة منديل ومدته لأنفض عنه الغبار ووعدت أنها سوف تضعه مكانا عاليا.

الكتاب كان ترجمة القرآن بلغة تيفيناغ التي حكت لنا صاحبة البيت أنها تتقنها منذ الصغر .... تتقنين تيفيناغ ؟! منذ متى تسكنين هنا ؟!

أجابت: دون تردد وبنظرات متقلبة ذات اليمين وذات الشمال .... أنا هنا منذ ثمان سنوات وفي هذا البيت الذي أكرهه ولا أتمنى إلا الخروج منه .... قاطعتها ولكن البيت جميل والحي رائع  ومحطة القطار قريبة !!!

قالت أنت لا تعرف! .... أنا تم سحري من هذا البيت من قبل يهودي سمحت له بالنوم في صالتي وكنت ألعن اليهود وأنا لا أعرف أنه من أب يهودي ....قد سحرني فقد أصبحت ذات يوم خرجت إلى صالتي ووجدت كل شئ أخضر اللون أمامي ... التلفاز والأثاث كلها خضراء و تطايرت الكتب بنفسها أمامي ! وتحدث لي هذا الجدار !.

أنا كرهت هذا البيت لأن زوجي قبل أن ننفصل كان يضربني هنا حتى أصرع  ويدوس عليّ بالأقدام !

أنت لا تدري أن أهل هذا الحي هم يهود ويريدون إخراجي من بينهم والإتيان بقاطن يهودي بدلي !.

طيب لماذا لا تطلبين مسكنا آخر بعيدا عن هذا الحي ؟

أجابت نعم طلبت وقدمت ملفا ولكن الحصول على مسكن جديد لإنسان لا يعمل أمر مستحيل هنا .

طلبت الإذن لإنهاء الزيارة وشكرنا الاستقبال .... أذنت واعتذرت عن عدم وجود الآتاي وعبرت عن رغبتها في زيارات أخرى .

                                                                              أيـــــوب أغ شمــــــد  

في إطـار أنشطـة بلدية آرليت لخدمة المجتمع، شهدت المدينة صباح اليوم 26 أغسطس 2017، حملة واسعة النطاق، تستهدف المحلاّت التجارية لرقابة المنتجات الغذائية، التي تباع فيها للاستهلاك اليومي، وقــد تــم فعــلاً رصـــد منتجات منتهية الصلاحية، حيث تــم توقيفها بكميات كبيرة، وبأنــواع متعددة، كالحليب والعصائر وعلب السردين ...الخ، بناءً على أن تناولها يهــدد صحـة المجتمع.

وبمثل هذه الرقابة العامة، ينبغي أن تعمل الجهات المعنية، علماً بأن رقابة المواد الغذائية وغيرها قليلة، بل منعدمة في بعض مناطق الساحل والصحراء.

وشكــراً جزيلاً للرجال الأوفياء الذين يسهـرون في خــدمــة المجتمع بجـد وإخــلاص.

                                                                                      علي أحميد عيسى

                                                                                         آرليت/النيجـر

هناك مقولة للأديب الكاميروني آلين فوكا تقول "ليس لأحد الحق في مسح صفحة واحدة من تاريخ أي مجتمع من المجتمعات ، لأن الأمة التي لا تاريخ لها أمة ميتة"

إن الأمة الحية هي الأمة التي تعتز بتاريخها وتراثها، وتجعل دراسته من الأولويات وتدوينه من الواجبات ، لأنه يمثل همزة وصل بين الأجداد والآباء والأبناء والأحفاد ، ويشكل وثيقة عهد بين الأجيال السابقة والأجيال الحالية والأجيال اللاحقة، ومنه تستمد الشعوب قوتهم، لذلك لا تستغرب من مؤرخ يزيف تاريخك أو من كاتب يسلب بطولات أجدادك، أو من سياسة تحاول تغريب أسماء أوطانك كل ذلك الهدف منه أوضح من شمس النهار، قد لا تخفى عليك المؤامرة ، لكن تأكد تماما أن الأحداث تتطور والتزييف يزيد رقعة واتساعا، وكن على يقين أن أبنائك الذين زيفت الكتابات الشرقية والغربية تاريخ أجدادهم واستبدلت أسماء بلدانهم بأسماء غربية وأخرى عربية لن تترك لهم مجالا ليعتزوا بماضيهم أمام المجتمعات الأخرى، ولو كنت تريد لهم ذلك لكنت استدركت الأمر ونبشته ونفضت الغبار عنه قبل أن تتحول تلك الأساطير التي تصور الرجل الحر النبيل إلى حقيقة مقبولة المعنى والتي جعلت منه رجلا متوحشا همجي شرير يستحيل معايشته ، حاولوا إفهامنا أكثر من مرة أن (كاوسن) ليس إلا مجرم سفاح متعطش للدماء، عكس ما استرقته أسماعنا من أحاديث الآباء والأجداد عندما يحكون عن بطولاته ضد المستعمر الغاصب الذي أذاق شعبه الويلات ، وأن وقوفه ضد ذلك المستعمر ليس إلا دفاع الحر النبيل عن وطنه المسلوب وشعبه المغلوب كما المجاهد تماما ، وهؤلاء ليسوا أقل شأنا ممن يريدون تجريده من هويته إلى هوية أخرى لا يهم تشادية كانت أم ليبية ، وهكذا يتم التلاعب ببطولات هذه الأمة ، وأنا لا ألوم أي كاتب أجنبي على كتاباته بخصوص أمة كلتماشق فالأمر بالنسبة لي طبيعي والأقلام حرة في كتابة ما تريد ، لكنني ألوم نفسي وألوم أبناء أمتي الذين سخروا كل طاقاتهم وكل جهودهم في بحوث لا تمت لهم بصلة ، ولن يستطيعوا أن يزيدوا فيها على ما كتبه الأولون، ودونو فيها آلاف المؤلفة من الكتب فأنت كمن يلقي بقطرة ماء في المحيط الهادي، اللهم إلا نادرا ما يتشجع أحدهم لكتابة موضوع معين لكن تذهب فائدته إذا ما علمت أنه مستمد آراءه من بطون تلك الكتب المزيفة .

- وعليه أوصي الطبقة المثقفة من أبناء هذه الأمة العريقة بإقامة برامج وندوات تدعوا إلى الحفاظ على الحقائق التاريخية وإعادة تدوينها من جديد ، باعتبارها كنز الأمة الثمين ، ومن الواجب الحفاظ عليه وحمايته من التخريب والضياع، وتحريض الشعب وتحفيزه للكتابة في التاريخ ، واستغلال الجهود وتكثيفها في هذا المنوال خدمة للأمة والوطن .

كتب/ الأستاذ علــي أحمـيد

اعتمد معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بن صالح بنتن، الخطة التشغيلية لمؤسسة حجاج الدول الأفريقية غير العربية لموسم حج هذا العام 1438هـ، التي ارتكزت على المنافسة عبر قياس أداء جميع اللجان العاملة ببطاقة الأداء المتوازن إنفاذا لتوجيهات الوزارة وذلك للعام الثاني على التوالي من أجل تقديم أفضل الخدمات لقرابة 190 ألف حاج تستضيفهم خلال الموسم الحالي.

وأفاد رئيس مجلس الإدارة المطوف رامي بن صالح لبني، أن الخطة بدأ تنفيذها الفعلي غرة الشهر الجاري وفق استراتيجية متوائمة مع البرامج التي أعدتها المؤسسة حيث حددت المهام والأعمال المنوطة باللجان منذ وصول أول فوج واستقباله في جدة ثم مكة المكرمة وحتى قدوم آخر فوج ووداعه بعد إتمام النسك، لافتا الانتباه إلى أن الخطة ينفذها 894 كادرا متخصصا في الإشراف والمراقبة والمتابعة الميدانية تحقيقا لرسالة مضمونها الارتقاء بمنظومة الخدمات في بيئة محفزة وشراكة مجتمعية لتلبية احتياجات الحاج وفقا للقيم الإسلامية السامية بمعايير عالية.

وأشار إلى أنه من بين مؤشرات الأداء للخطة التشغيلية أسندت إلى لجنة العلاقات والتوعية إعداد 600 ألف مطوية عن السلامة والصحة العامة والتفويج للجمرات وتوزيعها على الحجاج فضلا عن تقديم 120 لقاء توعويا في المخيمات بمنى بواقع ثلاثة لقاءات لكل مجموعة، مبينا أن أبرز مهام مركز المعلومات أتمتة التفويج للمساكن بنسبة 90% وتدريب جميع العاملين بنسبة 100%، فيما ألزمت لجنة الإسكان ومتابعة شؤون الحج بمعالجة القصور في الخدمات من خلال الضمان المالي خلال ثلاث ساعات وإنجاز حزم الخدمات في المسار الإلكتروني بنسبة 100%، مبينا أنه أوكل إلى لجنة الشؤون العامة عملية نقل المرضى خلال ساعة من التبليغ على أقصى تقدير، ولجنة استقبال المطار بجدة واستقبال مكة إتمام إجراءات الحجاج الواصلين للمطار خلال ثلاث ساعات وإجراءات تفويج الحجاج إلى مساكنهم خلال ساعة من وصولهم، وتفويج الحجاج المغادرين خلال ساعتين.

و بين أن لجنة التفويج لمنشأة الجمرات خصصت وفق مؤشرات الأداء مرشدا لكل 250 حاجا وألزمت بالتوقيت والأعداد والمسارات المحددة من قبل الوزارة ، منوها إلى أن فرق السلامة ستنفذ ثلاث جولات ميدانية يوميا حول مساكن الحجاج بمكة المكرمة، وثلاث جولات وقائية حول مساكن الحجاج بعرفات ومثلها بمخيمات الحجاج في منى.

وألمح إلى أن خطة المؤسسة لحج هذا العام تطمح لتحقيق التحول التقني في الإجراءات المتكاملة مع المسار الإلكتروني تماشياً مع أهداف عامة وبرامج لتطبيق أنظمة تقنية تاهم في تطوير وتسهيل إجراءات التفويج للمساكن وسياسات التفويج للمشاعر المقدسة.

وعدَّ المطوف لبني التفويج ركيزة أساسية من مرتكزات النجاح في أعمال الحج وهي ممتدة من بداية وصول الحاج للمملكة العربية السعودية حتى مغادرته إلى بلاده، مفيدا أن المهام المحددة في هذا الجانب تتلخص في استقبال الحجاج القادمين عبر المنافذ الجوية بالتنسيق مع مكتب الوكلاء الموحد وإشراف فرع وزارة الحج بمحافظة جدة ومن ثم الترحيب بالحجاج وتوزيعهم وفقا للبرنامج المعد مسبقا , ثم توجيههم مباشرة إلى مساكنهم في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، مشيرا إلى أن عدد الحجاج المتوقع تفويجهم في مرحلة زيارة مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل الحج 135 ألف حاج عبر النقل الجوي والبري "الحافلات" , وأن مرحلة التصعيد إلى مشعر منى يوم التروية تشمل نقل 140 ألف حاج عبر النقل الترددي و60 ألف حاج بواسطة النقل العام.

وأبان بأن تفويج الحجاج في مرحلة التصعيد إلى عرفات يبلغ 83.400 حاج مساء يوم 8 ذي الحجة يمثلون 60%، و55.600 بعد فجر يوم 9ذي الحجة ويمثلون 40%، مشيرا إلى أنه يتم في هذه المرحلة متابعة الجداول الزمنية لكل مكتب خدمة ميدانية، وتوزيع الحافلات على مكاتب الخدمة , وفي نفرة الحجاج من عرفة إلى مزدلفة فإن النقل التردي سينقل في هذه المرحلة 139ألف حاج يمثلون 88%، و60 ألف حاج عبر النقل العام يشكلون 12%، بينما يتوقع في مرحلة نفرة الحجيج من مزدلفة إلى منى أن ينقل المسار الترددي 140 ألف حاج والنقل العام20 ألف حاج.

وأكد حرص المؤسسة على توزيع المهام وتحديد فرق العمل والإشراف منذ وقت مبكر حيث هيأت 171 مراقبا ميدانيا و39 مشرفا و36 مراقب أمن وسلامة يشمل عملهم مكة المكرمة والمشاعر المقدسة و91 مندوبا للمستشفيات والحجاج التائهين و123 مرشدا للحافلات و26 مراقب إسكان.                                                                                                                                   المصدر: واس

من منا لا يتحدث عن العدل والإنصاف حين يقع عليه ظلم ما ؟!

سؤال أستهل  به هذه المقالة دعوة  للتفكير ومحاسبة الذات   ...

نحن البشر نعيش وسط جملة من العلاقات سواء التي تربطنا  ببني جلدتنا  أو تلك التي تتعلق بعلاقتنا  بالبيئة  من أرض وأشجار  وحيوانات برية تتخذ من هذا الوطن سكنا ومرتعا  لها ...

غالبا  نطالب الآخرين  بالإنصاف  لحظة وقوع ظلم ما علينا أو على مقربين  منا، ونظهر  قدرا  من رفض الظلم وأهله وتسود على ألسنتنا  عبارات الإنصاف. وأحيانا نلعن  الواقع والمجتمع لأنهما  لم يقفا  بجانبنا  حتى ننال حقنا المهضوم  .!

نفعل ذلك وننسى  المظالم القولية والفعلية  التي كنا لها فاعلين  أو كنا مساندين  للفاعلين  ..... من يقف أمام قريب له حين يظلم وينصره  بردعه  عن الظلم؟ ..من يعارض سياسة زعيم قومه الظالمة في حق الآخرين ؟ لماذا نؤمّن  ونهز  رؤوسنا  بالموافقة أمام أقوال الظلمة ؟

لماذا نكتب بأقلامنا  عبارات الظلم ونسطر  أسطر  البهتان  ضد المخالفين  ؟

نتحدث عن الحقوق التي هضمنا  بعضها بأنفسنا ونلعن  الواقع الذي كان نتيجة لقلة إنصافنا، ونلوم  الأوطان  التي هدمنا  فيها كل جميل ....قطعنا الكثير من علاقات شعوبنا أو ساهمنا  في قطعها  ..

لم تسلم منا حتى البيئة، وكم قطعنا  تلك الأشجار  التي نستظل  تحتها أيام القيظ  الشديد  ...كم هجّرنا  تلك الغزلان  بالفزع والرصاص  ....

ورغم كل ما نفعل وفعلنا  نعود ونطلب أن يتم إنصافنا!!.

القراء الكرام؛ هنا لا أريد أن أرسم لوحة سوداء  بقدر ما هو إظهار  مدى الألم  الذي ينبغي أن يشعر به الجميع، ويساهم الجميع في حركة إصلاحية تعيد لمجتمعنا  الكثير من قيمه  وتحافظ علي أخرى مازالت باقية وضياعها  خسارة  لا تعوض.

أيـــوب أغ شمــــد بــاريس 25/ 8/2017