
المحرر
قصــة واقعـية مـــؤلمــــــة للغاية
إنها قصة أرويها بألم يعصر القلب، وتصور يذهل العقل، لواقعة حدثت في قاوا، إثر الهجوم علي منكا، في التاسع والعشرين من يونيو سنة تسعون وتسعمائة ألف، نقلتُها على لسان صاحبتها التي تركت أثراً عميقاً في نفسها، ونقوشاً على حياتها، ورسوخاً في ذاكرة توماست، بصوت حزين مرفوق بالإيمان بقضاء الله وقدره.
تقول:[ تكستنت ولت موحمد ] حملت رضيعتي، التي لم يتجاوز عمرها بضعة أشهر، وذهبت مع عدد محدود من النساء الأزواديات، اللاتي أخترن أن يكن بجانب الثوار، ويشكلن دعماً لوجيستياً، وفريقاً إسعافياً للجرحى...مكثت أنا في بيت عمي المتقاعد من الجيش المالي، في مدينة قاوة، لإستقبال القادمين من الثوار وإعداد بعض المؤونة لهم، في ذات الوقت علم الجيش المالي بوجودهم، عن طريق بعض المخبرين الذين لاحظوا وجوه جديدة في المدينة، من أصحاب البشرة البيضاء أو "إميشوغن" كما يسمونهم، فنفذ الجيش جملة من الإعتقالات، لردع النضال الثوري ضدهم.
ــ باشرت المناضلة قولها: لقد سُلمت لي في هذه الأثناء مهمة من قبل الثوار ألا وهي " والإهتمام بشؤون السجناء" كنا وبعض من يساعدني في هذه المهمة، ننتظر أياماُ ليسمح لنا بإدخال الطعام على المعتقلين.
ــ وكانت الإعتقالات بداية عاصفة التعذيب والتنكيل. ففي التاسع والعشرين من شهر يونيو الذي لا ينسى، شاعت معلومات لدى الأمن المالي تفيد أن من بين الهاجمين على منكا نساء يزغردن مع رصاصات الثوار...فبعد هذه الإشاعة أصبحت بيوتنا مستباحة، ونفوسنا بلا حرمة، أما أنا فوقعت في قبضة الجيش كما سبق به غيري، وأتوا بي أنا وطفلتي الى ساحة العسكر، وتم تركي واقفة تحت حرارة الشمس، حاملة صغيرتي فوق ظهري، مرت ساعات ونحن واقفون والجيش يحيط بنا وهو مسلح، وكأنه ينتظر ردة فعل منا ولوعفوية لكي يتذرع بإطلاق النار علينا...مر على ذهني شريط أسئلة سريعة، الى متى سنبقى هنا؟ وما مدى فرص النجاة؟ وكيف سأحمى رضيعتي؟ وكيف تتحمل؟...ولكن كنتُ مؤمنة أنه لن يتم التحرير ونحن كلنا أحياء.
ـــ وبكل قسوة إنتٌزعت منى طفلتي ويـــــــــــــاليتهم أخذوا روحي قبلها، فقد أنتزعوا رغبة بقائي في الوجود، وأملي في الحياة، فلم أتحمل رؤيتها وهي ملفوفة في شرنقة بالية، لا تتحرك فيها ساكنة، وكم تمنيت أن تبكي حتى أتأكد أنها تدب فيها الروح، فالمسكينة بقت لساعات دون إرضاع...{تنهدت الأم الجريحة وبصبر على تحمل نوائب الدهر واصلت حديثها : فقد أخبروني بأنها أعطوها لإمرأة آخرى ، وربي وحده يعلم تفطر قلبي على حالتها الصحية، فجسمها الصغير لا يتحمل...تم وضعوا الأغلال في يداي من وراء ظهري، وسٌج بي في غرفة مكتظة بالمساجين، أول من وقع عليه نظري هو " الشيخأحمد اغ مخاخا" فقد رأيته في وضع لا يحسد عليه مما زاد من أوجاعي، فقد كان هذا الشيخ يحاول أن يخفي لحيته أمام ناظراي، بطرف منديل وكلما أخفى جانبا ظهر جانب آخر وبلغ به العرق ما بلغ [منعادت الرجل التماشقي عدم إظهار معاناته للمرأة،فهو يُبدي تحمُله في أصعب الظروف].
ــ ثلاثة أسابيع وأنا تحت التحقيق والتعذيب، بالصعقات الكهربائية التي تكاد تُذهب بالروح، كانت أرجٌلي معلقة في الأعلى ورأسي منكوساً ، يلامس فقط طرف جبهتي الأرض، كلما أستفقتُ مع الصعقة أخضع لها من جديد طيلة تلك الأسابيع طلباً لمعلومات الكثير منها لا تملكه النساء.
ــ فقد تم الهجوم على مدينة [تاركنت] وتكثيف الإعتقالات فيها، وأبلغني احد حراس السجن، في وسط قهقهات أصحابه، أنه بإمكاني الصلاة فغداً موعد إعدام احد عشر رجلاً وإمرأة، وسوف ترون حلمكم الوهمي "أزواد" الذي لا نعلم له مكاناً في الأرض ولا في السماء.
ــ بعد أسابيع من التعذيب الهمجي، تم إعادتي الى البيت برفقة رجلان من العسكر، أحدهما من الطوارق همس لي قائلاً: لا تُضيعي فرصة الفرار فالمصائب تحدث مع حلول النهار، أعادوا لي طفلتي العزيزة وكدت أخنقها من القُبل والأحضان، فقد تنفستُ الصُعداء بعد وجع فراقها، أخذتها وطرقت باب أحد بيوت أخوات النضال"ليلى ولت بلال" وما إن أطلقت عليا نظراتها حتى أغمي عليها ، لِما رأته عليا من آثار التعذيب، وبشاعة المنظر، فقد كنت مجرد جسد متهالك، نالت منه أنواع التنكيل غايتها، ذاهبتاً بحاستي سمعي وبصري إلا قليلا.
ــ لم يخلف الجيش وعده ففي الساعة العاشرة صباحاً، كانت مأساة إعدام أحد عشر رجلاً،[ونجوتُ أنا] وتحت مكبرات الصوت قيل للحشود الحاضرة، إن هولاء تم القبض عليهم ليلة الهجوم على منكا، صفق شهود الزور لبطولة جيشهم الوهمية، وبقى كل من يتصف بصفة إميشوغ رهين بيته، يقلب النظرات ذات اليمين وذات الشمال، لعل يأتي فرجاً يساعد على الفرار من هذه المدينة التى يحرسها الأشباح، الذين لا يصبرون على رؤية من يخالفهم في لون البشرة.
ـــ مع حلول ظهيرة نفس يوم إعدام الضحايا، كانت رحمة الله تنزل في هيئة مطر لم يتوقف هطوله الى صبيحة اليوم الثاني...مع هدوء المدينة بسبب المطر خرجت مع أحد الكبار في السن، بعد أن ضاق به المكان ذرعاً، فبعد عبورنا وادي أنشواج، حاملة طفلتي وقارورة ماء، كنا نخشى دوريات الجيش التى تجوب الصحراء لتعتقل وتقتل الناس، كنا نحاول قطع مسافات للمُضي قدُماً للابتعاد عن المدن والدوريات، عندما أريد الاستراحة من السير أرمي طفلتي الى الأرض وأسقط أنا كالعمود جنبها، لأن ظهري لا ينحني بسبب الصلب على الجدران والتعذيب وتجمد الدم في معظم جسمي، في الحقيقة كنت أتمنى الالتحاق بثوار في جبل تيجريرت للمشاركة بالذي يقتضي الأمر، إلا أنني وصلت لا أقدر على تقديم الكثير، ففورا وصولي تم تحويلي الى الجزائر، لتلقي العلاج أنا وطفلتي التى فقدتها عند وصولي بعد عجز الأطباء في تدارك ما تلف من مناعة جسمها التي هلكت لمكوثها مدة بدون رضاعة.
.........................................
آلاف القصص المؤلمة مثل هذه وقعت والكثير من الحقائق تم دفنها مع أصحابها تحت الرمال .
بقلم.أيوب أغ شمّـــــد
أنقـــذوا الثقـــافــة
تاهت ثقافتنا وتهنا نحن الذين يفترض ان نكون رعاتها، في الوقت الذي كانت الثقافة والتراث ، الموروث الذي عادة لا تفتقر منه أمة بفقرها ولا بقلة امكانياتها ولا بضعف سياستها ( إلى حد ما )، تنازلنا أو تراخينا عن ثقافتنا لأجل ثقافات وتراث امّم أخرى تارة لتقارب ديني وطمع في استقامة وعلم قويم، وتارة لتقارب اقتصادي وطمع في لقمة عيش دون عراقيل، وتارة أخرى لتحضر الجران وطمع في نيل مرتبة أعلى في الحياة......
وَمِمَّا يلاحظ في ذالك أن الكثير منا يشكك أصلا في تراثنا ويقول أن لباسنا " هذا لباس عربي أو لباس إفريقي ".. إلى غير ذلك.
أما في ما يتعلق بالتخلي الواضح عن ثقافتنا وتراثنا فهو يكون جليا في مجالات عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- الأسماء :- على مدى الأجيال ' ليس جيل واحد ولا اثنين ' انقرضت تقريبا الأسماء النابغة من لغتنا وبيئتنا والدالة على أصالتنا حتى وصل بِنَا الأمر أن نسمي أبنائنا بأسماء لا علاقة لنا بها من ناحية الدين الذي ذهبنا إلى العربية لأجله ( والتي سوف تكون مثالا ) ربما ذهبنا ابعد من غيرنا في ذالك ،،،، مثلا {مصباح - ليلى - منير - نجمة - ثريا .......الخ} هذه الأسماء نستطيع أن نسمي بها في لغتنا. ذكرت العربية كمثال فقط لأني أكتب بها الآن!
- الملابس :- ربما لا يخفى على متابع للتراث التارقي أن القليل فقط يلبس فعلا لباسا تارقيا اعتياديا، لأننا لو دققنا في ما نلبس في مناسباتنا فضلا عن يومياتنا لوجدنا أنه إما أن يكون تركيبة عربية تارقية (إن لم يكن كله) أو أفريقية تارقية، بقيت لنا فقط (تقلموست) والتي هي أيضا فيها مقال.... وما تركنا جارا إلا استوردنا منه بسخاء مع أننا أغنى من بعضهم.
- هناك مجالات أخرى.... وللحديث بقية
بقلم :- مصطفى الزاوي
تنصيب ممثل دولة مالي في ولاية كيدال الأزوادية
في إطار جهود تطبيق الاتفاق الموقع بين الأزواديين و دولة مالي, و الذي لم يطبق منه شيء منذ أكثر من سنتين, تم التوصل إلى صيغة توافقية بين تنسيقية الحركات الأزوادية وحكومة مالي، لتنصيب ممثلها في ولاية كيدال, وهو السيد / سيدي محمد اغ إيشراش.
وفي إطار تطبيق الاتفاق فيما يخص السلطات الانتقالية والدوريات المشتركة بين الطرفين, على الرغم من وجود طرف ثالث و هو " بلات فورم" التي يعتبرها الأزواديين مجرد واجهة أخرى للجيش المالي, و التقى السيد / سيدي محمد أغ إيشراش ليلة البارحة بقادة التنسيقية في كيدال وتم النقاش حول كيفية البدء في العمل و المسائل الأمنية, لحين وصول ما يسمى ب MOC التي ستتولى حماية المقرات الإدارية الخاصة بالسلطات الانتقالية, و التي سيستغرق عملها عامين, و من ثم إجراء الانتخابات, والتي سيقرر فيها الشعب الأزوادي الطريقة التي سيحكم بها بلده إلى أن يحين موعد الاستفتاء الذي يعتبر لا مناص منه بإذن الله تعالى.
وسيعود ممثل دولة مالي السيد / سيدي محمد اغ ايشراش، إلى بماكو لاحقا ليناقش هناك كيفية ومتى البدء في عمله الذي تأجل كثيرا بسبب أو بآخر.
بكاي أغ حمد أحمد / كيدال "أزواد" – 23-08-2017
النضال السلمي وفنون المقاومة الذكية
أزواد اليوم ليس بحاجة لدروس في الوطنية أو من يروج للاستشهاد في سبيل عدالة القضية فقد قدم قوافل من الشهداء ولم يبق بيت إلا وفيه شهيد بل زاد على ذلك بتقديم شهداء في حروب تشاد ولبنان وقضايا لانقاقة له فيها ولاجمل لشعوره بأنه يتعين عليه رد الجميل لمن سمح له بالعيش على أرضه والدراسة في مدارسه كما قدم مئات القتلى في حروب داخلية بين فصائل منخرطة في حروب بالوكالة لحساب دول إقليمية لاتريد استقلال أزواد
اليوم شعبنا بحاجة لمن يعلمه كيف يعيش من أجل أزواد كيف يبني مشروع وطني نابع من إرادته الوطنية يضعه على سكة الاستقلال ومن يعلمه أن عدالة القضية ووضوح
الطرح غير كافيين لخوض غمار الدفاع عنها بل يجب عليه أن يجيد لغة المصالح التي تفهمها الدول ويعرف لعبة التوازنات لاختيار الحلفاء واحتواء الخصوم .
.و أن يفهم الشعب أن وحدته والتفافه حول ثوابته الوطنية وعلى رأسها حق تقرير المصير مهما جرت الرياح الاقليمية والدولية بغير ماتشتهي سفن تلك الثوابت فالتمسك بها أهم سلاح بيد الشعب.
ولتجاوز الانقسام الذي تعيشه الساحة يتعين تجاهل تصريحات رموز الانقسام وأمرائه من كل الاطراف لأنهم سيتوقفون عن الإحتراب عندما يتوقف الإعلام الوطني عن مواكبة حروبهم الميدانية والكلامية.
خلاصة القول في عصر العولمة النضال السلمي والمقاومة الذكية أنجع وأكثر فائدة من البنادق و
المطلوب مقاومة تستند لبناء وحدة وطنية في الداخل وصياغة رواية وطنية مقنعة للخارج بذلك يمكن تحقيق الكثير بأبسط الوسائل وإحداث نقلة نوعية لصالح حق أزواد بتقرير مصيره.
بقلم : أبوبكر الأنصاري، رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي
نحـــو خــــدمـــة تــومــاســت المجـيدة
توماست المجيدة هي عبارة عن إطـلاق تندرج تحته كافة قبائل الصحراء الكبرى وأطرافها الشمالية والجنوبية، والتي تتحدث لغة"تمازغت" أو "تماهقت" أو "تماجغت" أو "تماشقت"، ويطلق عليها (الطـوارق)، بالطاء أو بالتاء، إضافة إلى كل من إندمج في هذه القبائل من قديم الزمان وتكلم بلسانها وتزيّا بزيّها.
خدمة لهذه الأمة العظيمة، وحفاظاً على أمجادها القديمة، وإسهاماً في الربط بين ماضيها وحاضرها، لإضافة قيم جديدة إلى ما تقدم من آثارها، اتفقت كوكبة من نجمانها اللامعة الأوفياء، ونخبة من كتاب أبنائها الأصفياء، على إنشاء منبر إعـلامـي هادف، يتمثل في مــوقع "تــومــاســت" الذي يهدف إلى إحياء تراثها العريق، ومسح تراب الزمن على تاريخها المجيد، كما يرمي إلى توعية خلاقة مستدامة، موجهة إلى مختلف الشرائح، بشتى أعمارها وأعمالها، توعية مخلصة يدرك بها الأجيال واجبهم نحو أمتهم الأبية، وقضاياها العادلة، لتتسنى لهم خدمتها عن بصيرة، ولتكون هذه البصيرة دافعاً قوياً إلى الجد والإخلاص في العمل، وحافزاً على العطاء والإبداع في مختلف الميادين، باذلين كل الجهد وكل غال ونفيس، في خدمتها وبنائها، حتى تتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم المتقدمة والمتحضرة، وتواكب مسيرة التطور العالمي المتسارع عبر وسائل مناسبة من علم وإنتاج وسياسة وانفتاح وانسجام مع الآخرين في حدود الأعـراف الدينية والتقاليد النبيلة والرشيدة، أملاً في حياة كريمة وسعادة لأبنائها.
ونحن إذ نقـوم بإنشاء هذا الموقع التاريخي المهم، نرفع للســلام والتسامح والتعايش السلمي رايات بيضاءة نقية، وللحياة السعيدة مع الآخرين أغصاناً خضراء ندية، ونفتح الباب أمام كـل نبيل نبيه، أو لبيب ذي رأي وجيه، من أديب كاتب أو شاعر، أو حكيم بليغ يهز المشاعر، يثري هذا الموقع بآرائه وإرشاداته النيرة، أو بمقالاته وأفكاره العطرة، لعلنا نحقق طموحات روادتنا سنوات، من تلاقي أبناء توماست ولو عبر وسائل الإعــلام، وتلاقح أفكارهم وتكامل جهودهم، بما يصب في مصلحتهم العامة، ويضع النقاط على الحروف بإضاءة ثقافية، تاريخية، اجتماعية، سياسية، تتناولهم قديماً وحديثاً بموضوعية وعن علم وقرب، فنصحح بعض الأخطـاء المسجلة عن الأمة، ونعيد كتابة تاريخها بأقـلام أبناءها "ماحك جلدك مثل ظفرك"، ونقدم المعلومات عنها بوجهها الصحيح، كي يتسنى لنا إبراز ما اتسمت به من مكارم الأخلاق والمروءة وغيرها من الفضائل التي يمكن أن تختفي لسبب أو لآخـر.
علاوة على هذا فإننا نطمح إلى أن يسير الموقع على نهج قناة توماست الفضائية، فيعمل وفق رؤية إعلامية واضحة بنّاءة نزيهة، ويتابع الأحداث العالمية ويغطيها بأمانة وحيادية تامة؛ بل نتطلع إلى إعــادة "قناة تـومـاست" إلى الواجهة في صورة جديدة وجذابة رائدة، وذلك كله لتقوية الجانب الإعلامي، وفي إطار خدمة تــومــاســت المجـيدة.
بقـــلم/ أحمــــد خميس نــوح الأزوادي
إطـــلاق مــنبر قناة تـــومــاسـت الإلكتروني
قناة توماست الفضائية تطلق موقع إكتروني ثقافي اخباري شاملً جديد، وسيرافق انطلاق الموقع الالكتروني إطلاق تطبيق مماثل يمكن تحميله وتصفحه على الهواتف الذكية.
يشرف على الموقع نخبة من الإعلاميين والصحافيين من منطقة الساحل وجنوب الصحراء من أبناء تـومـاست الذين تنادوا لإنشاء هذا المنبر الإعلامي المهم. ويمكن تصفح الموقع بثلاثة لغات وهي العربية والإنجليزية بالإضافة الى الفرنسية .
وحسب القائمين على الموقع فإن الموقع يهدف الى إيصال رسالة هـادفة إلى تــومــست وجيرانهم والى العالم الخارجي والى إعادة كتابة وصياغة تاريخ منطقة الصحراء وشمال افريقيا من قبل ابنائها .
علماً أن الموقع تملكه شركة توماست الفضائية التي يأمل المشرفون عليها العودة الى البث قبل منتصف العام القادم بإذن الله تعالى.
وكالة التعاون والتنسيق التابعة لرئاسة الوزراء التركية "تيكا"، تعقد دورة تدريبية في تركيا لمجموعة مزارعين من النيجر
عقدت وكالة التعاون والتنسيق التابعة لرئاسة الوزراء التركية "تيكا"، دورة تدريبية في تركيا لمجموعة مزارعين من النيجر، بهدف مساعدتها على مكافحة البطالة والمجاعة.
وذكر مسؤولون في الوكالة، أن دورة المزارعين شملت تدريب حول عملية تربية النحل، وأن الدورة أقيمت في معهد أبحاث النحل التابع لمديرية الأبحاث والسياسات الزراعية بولاية أوردو شمالي تركيا.
وتعد "تيكا" التي تأسست عام 1992 راعيا ومنسقا رئيسا لمشاريع خيرية كثيرة تنفذها تركيا في مناطق مختلفة من العالم.
ومنذ عام 2002، زادت "تيكا" من فعالياتها وانتشارها بحملات المساعدات التنموية التي نفذتها خارج البلاد، مع ارتفاع مستوى التقدم في تركيا، والانفتاح الذي حققته الحكومة في سياستها الخارجية.
مفهـــــوم الثقـــــافــــة الإســـــلامـــية
يجدر بنا وقد احتوى هذا الفصل على كلمة "الثقافة" أن نقف معها وقفة من حيث تعريفها لغة واصطلاحا قبل التكلم عن تاريخ وصول الإسلام إلى الصحراء وبالتحديد شمال النيجر ( آيير أزواغ ) مجال البحث.
ومع تعدد التعريفات التي حظي بها مصطلح " الثقافة " عند كثير من المفكرين والباحثين إلا أنه يصعب تحديد التعريف الدقيق لها من بين تلك التعابير المتداخلة في معانيها والمتلاقية أحيانا في بعض الألفاظ بل بعضها يقترب من وحدة المعنى ، وعليه سأشير هنا إلى جانب منها يفي بالغرض واترك الباقي :
مفهوم "الثقافة" لغة واصطلاحا:
أولا تعريف كلمة " الثقافة" في اللغة العربية :
ترد كلمة الثقافة ومشتقاتها في اللغة العربية لعدة معان، منها الحذق والفطنة وسرعة أخذ العلم وفهمه ، والتهذيب وتقويم المعوج من الأشياء، ثقف الرجل ثقفا وثقافة، أي صار حذقا فطنا، وثقفت العلم أو الصناعة في أوجز مدة إذا أسرع أخذه ، ويقال : ثقفت الصبي ، أي أدبه وهذبه وثقف الرماح : أي سواها وقوم اعوجاجها.[1]
وقد تستعمل كلمة " الثقافة" بمعنى الأخذ والإدراك والظفر، فقد جاء ذلك في قوله تعالى: ( ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا) و قوله: ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم ) وفي قوله : ( فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون).
ويتضح لنا من عرض تلك المعاني المتعددة لكلمة " الثقافة " في اللغة العربية أنها تستعمل في الأمور المعنوية، كما أنها تستعمل في الأمور الحسية، غير أن دلالتها على الأمور المعنوية العقلية اكثر من دلالتها على الحسيات. [2]
ثانيا : تعريف كلمة الثقافة في الاصطلاح :
لم نجد عند علماء العربية والإسلام في الزمن الماضي مفهوما اصطلاحيا للثقافة، وقد يرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الكلمة لم تكن شائعة الاستعمال في زمانهم.
فلم نجدهم ينعتون العلماء أو الباحثين بها، كما أنهم لم يتناولوها بدراسة مستقلة.
وحين دخلت الثقافة الإسلامية كعلم في حياة المسلمين المعاصرة انتشر التعبير بهذه الكلمة فأصبحنا نصف فلانا بأنه مثقف أو واسع الثقافة، وأصبحت لدينا مؤتمرات ثقافية وندوات ثقافية وكتب موسوعات ثقافية.
وعلى هذا جاء تعريف الثقافة بالمعنى الاصطلاحي تعريفا حديثا علي يد المجمع اللغوي الذي عرفها بأنها:
( جملة العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق بها .) وعرفها بعض التربويين بانها:
( مجموعة الأفكار والمثل والمعتقدات والعادات والتقاليد والمهارات وطرق التفكير ووسائل الاتصال والانتقال وطبيعة المؤسسات الاجتماعية في المجتمع الواحد). [3] وقد عرفها أنور الجندي بانها: ذلك الكل المركب الذي يتضمن العقائد والمعارف والفنون والقوانين والعادات.[4]
أما مصطلح الثقافة الإسلامية فلم يوجد حتى الآن تعريف محدد ومتفق عليه لمصطلح الثقافة الإسلامية، وإنما هي اجتهادات من بعض العلماء والمفكرين، فمنهم من عرفها بأنها: ( معرفة مقومات الأمة الإسلامية العامة بتفاعلاتها في الماضي والحاضر من دين ولغة وتاريخ وحضارة وقيم وأهداف مشتركة [5]. ومنهم من عرفها بأنها: ( معرفة التحديات المعاصرة المتعلقة بمقومات الأمة الإسلامية ومقومات الدين الإسلامي). ومنهم من عرفها بأنها: [6] ( العلم بمناهج الإسلام الشمولي في القيم والنظم والفكر ونقد التراث الإنساني فيها).
والثقافة عند التوارق شأنها شأن أية ثقافة في العالم مرت بمراحل متباينة من الخلق والإبداع، فقد ازدهرت أحيانا وتراجعت أحيانا أخرى كما عرفت عدة تأثيرات خارجية ترجع أساسا إلى عامل الاختلاط والاحتكاك بثقافات الشعوب الأخرى، مما جعل الثقافة التارقية تتأثر بالعديد من الثقافات التي ما زالت بصماتها واضحة ولا سيما في مجال اللغة.[7]
وقد تأثرت الثقافة التارقية بالثقافة العربية والإسلامية بشكل أكبر وأقوى، حيث يزخر التراث الأدب التارقي باللغتين التارقية والعربية بأشعار قصص تناولت البيئة الصحراوية ووصفها وصفا دقيقا بليغا، كما تمكن التارقي من حفظ المتون الفقهية والمنظومات والقصائد ومنظومات النحو والصرف والسيرة والعقيدة، ومن العوامل المساعدة على ذلك الذكاء الحاد والاستعداد الفطري للحفظ لدى البدوي حيث تجد شخصا يحمل في رأسه مكتبة متحركة فيها التاريخ والجغرافيا والاجتماع والسيرة والحديث وأخبار عنترة العبسي وأبي زيد الهلالي وما إلى ذلك من المعارف والعلوم.[8]
كتب الأستاذ/ أحمــــد خميس نـــوح الأزوادي
[1] أساس البلاغة للزمخشري ، ومختار الصحاح للرازي ، ولسان العرب لابن منظور ، مادة ثقف.
[2] د. مفرح بن سليمان القوسي ، تعريف الثقافة الإسلامية ، موقع شبكة الألوكة
[3] المصدر السابق
[4] معلمة الإسلام . ص 225
[5] د. رجب سعيد شهوان ، دراسات في الثقافة الإسلامية ص 11-12
[6] المصدر السابق ص 12
[7] الهقار ، امجاد وانجاد ص 58
[8] المصدر السابق
المحـــاضـــــر التعليمية (الــزوايــا)
ظهرت طرق التعليم ووسائله السائدة في الصحراء والساحل عموما وشمال النيجر ( آيير أزواغ)، ظهرت هذه الطرق منذ العهود الأولى لدخول الإسلام إلى تلك المناطق في القرن الأول – حسب بعض الروايات-، وتتخذ طرق التعليم أساليب متعددة كالكتابة على اللوح، والتسميع والعرض وإلقاء الدرس على التلاميذ بصورة فردية أو جماعية، وتتم هذه العملية في المجتمعات المتنقلة في المحاضر أحيانا، وفي بيوت الشيوخ أو السادة أو المعلمين في بعض الأحيان، وتتمثل المحضرة من حيث البناء في كوخ من القش أو خيمة او ظل شجرة، وتتمثل في القرى في مسجد الحي أو بيت الشيخ أو المعلم، وتوجد هذه المحاضر بكثرة في شمال النيجر عند الطوارق وغيرهم من السكان، وتجنبا للإطالة سنعطي مثالا نموذجيا بمحضرة واحدة ألا وهي محضرة " تَامَزْجَدّا" .
تفيد الرواية الشفوية المتداولة بين الأوساط الأزواعية حول تأسيس هذه المحضرة الشهيرة " تامزجدا" الواقعة على بعد 48 كم من "شينتبراضين" ، أن أحمد الفزاز من قبيلة الشّرفن أصيب بمرض خطير في سن الأربعين ووضع في مكان منعزل، وهو عبارة عن بيت صغير من القش يقال له بلهجة الطوارق " تيكربنت" ويعتبر هذا المرض الذي لم يظهر في النيجر بعد 1956 من النوع الذي يندر ويصعب الشفاء منه، بل يتسبب في موت أسرة كاملة.
وتعتني به عجوز تُدعى ترجو، وتزوره صباحا في كل يوم لتفقد حاله وتقديم الطعام له.
وذات يوم زارته على العادة وعلمت أن حالته خطيرة فتركته يائسة من حياته، مما جعلها تنتظر صباح الغد لتعلم ما صار إليه، فجاءت إلى البيت ورأت شخصا ذا ملابس بيضاء جديدة وعمامة جديدة وهو جالس في مكانه، فسألته عن المريض أين هو؟ فأجاب أنا فلان المريض الذي تسألين عنه! فكررت السؤال في استغراب قائلة أسألك عن المريض، فأعاد نفس الجواب مؤكدا أنه هو، وهنا بدأت حياة الفزاز كمكاشف يخبر عن الغيبيات فتشاهد كما وصفها، فانتشر خبره بين الناس فالتف حوله خلق كثير ينزلون عليه، فانتقل عن الشرفن في " دنّج" واستقر في ازواغ، ولما سمع خبره الشيوخ القاسم ويعقوب ويوسف المشهورون بالعلم والدين امتحنوه بأسئلة تتعلق ببعض الأحكام الشرعية فاجتاز هذا الامتحان بنجاح، فاعترفوا به وارتصوه وانتقلوا إليه، ويعتبر انضمامهم إلى جماعته ذا تأثير سياسي واجتماعي وديني لوجود علاقة تربط بينهم وبين أمير "أبلغ" ولم تزل جماعته تتزايد حتى اجتمعت عليه كل القبائل في أزواغ ونال حبا وتقديرا في أوساط معارفه.
وبالرغم من ادعاء المهدية له من قبل بعض مريده، إلا أنه لا توجد رواية تثبت أنه يدعي المهدية لنفسه، فاستغل مناوئوه هذه الشائعة ضده، حيث يشيعون أنه يدعي المهدية، وبالتالي فهو شخص ضال مضل يهدد الإسلام في المنطقة، ولكن ذلك كله لم يمنعه من مكانته الكبيرة عند مريده وأحبابه ومن يوالونه.
وهكذا تأسست محضرة " تمزجدا" وبقيت ذات وزن علمي وديني في أزواغ. ولم تزل هذه المحضرة من ذلك الوقت وحتى الآن يؤمها الطلاب في كثير من الجهات، وتدرس فيها شتى العلوم كعلوم الآلة والتاريخ والفقه المالكي والحديث والتفسير والسيرة النبوية وغير ذلك ويعلم فيها مدرسون وشيوخ من عدة قبائل، كإجدالن وداغمنّ وإجونجوتنن وفي الوقت الذي تدرس هذه المواد كلها في محضرة " تمزجدا" نجد نوعا من التركيز على بعض هذه المواد عند كل قبيلة من هذه القبائل التي يتكون منها مجتمع " تمزجدا" .
فمثلا إقدالن يركز كثير منهم على حفظ القرآن ويكثر فيهم الحفظ وداغمن يهتمون كثيرا بالفقه المالكي واللغة العربية وتعمق كثير منهم في الفقه واللغة، وركز كثير من إجونجوتن على الفقه أيضا وهذه معلومة شائعة ربما لا تطرد في بعض الأحيان ولا يمكن تبنيها كقاعدة، لأنك تجد منهم شخصا واحدا يعطي دروسا في هذه المواد كاملة.
والطابع العام الذي تتصف به هذه المدرسة هو التمسك بالمذهب المالكي لدرجة أنهم يقولون " إذا ضل مالك فنحن ضللنا" إلا أنهم يميلون إلى الوسطية في ممارسة الشعائر الدينية، ويفيد أحد أبناءهم أنه ليس لديهم طريقة من الطرق الصوفية يتبعونها وليست عندهم أوراد صوفيه بل منهجهم اتباع المذهب المالكي في كل شيء. ولهذه الزاوية وزن سياسي أيضا، ولها شعبي حتى الآن.
هذا، وقد خلف الفزازي ابنه محمد بعد وفاته، ومحمد هذا هو والد إمام مسجد الزاوية الحالي..
ومن مميزات هذه المحضرة أن القرار في الأحياء أو العشائر التي يتكون من مجموعها مجتمع " تمزجدا" يكون دائما قرارا جماعيا، لا يقرر عنهم فرد واحد. وطريقة اتخاذ القرار الجماعي عندهم أن يجتمعوا في عريش يتخذونه جنب المسجد، ويكون الاجتماع يوم الجمعة، حيث يناقشون قضاياهم ومستجدات شئونهم المهمة التي تحتاج إلى التشاور، فيتخذون قرارا متفقا عليه بشأن القضايا المطروحة.
ومن أعمالهم المشهورة مواساة الفقراء، ويجمعون الزكوات من القبائل المجاورة، ويوزعونها حيث الحاجة ووفق نظام داخلي متعارف عليه، ويشكل مجتمع " تمزجدا" مجتمعا محافظا لا يتفاعل مع كل برنامج جديد عليه إلا إذا تأكد من عدم مخالفته لثوابته ومبادئه الدينية والأخلاقية.[1]
مقررات التعليم :
قبل تناول صلب الموضوع تجدر الإشارة إلى حقيقة ماثلة، تتمثل في ظاهرة التشابه في الجانب الثقافي الديني الذي ظل واقعا بين شعوب الصحراء الكبرى وبين شعوب شمالها وجنوبها، أو منطقة الساحل أو غرب أفريقيا بصفة عامة في الجزء الإسلامي منها، وأعني هنا التشابه في التطبيق العملي للدين الإسلامي وكيفية تعليمه وتعلمه، يقول الشيخ محمد أحمد شفيع: يجب أن نلاحظ أنه في المجال الديني الثقافي فإن هناك ظاهرة تاريخية كبرى تدل على قوة الترابط بين الشمال الإفريقي والصحراء وغرب أفريقيا، ولذلك أسباب منها:
أن المذهب السائد في تلك المناطق في العقيدة هو مذهب أهل السنة ومذهب مالك في الفقه، وأنه لا يمنع من صحة كلامه وجود بعض الفرق الشيعية أو الخارجة في بعض المناطق، وأن الكتب المستعملة في تدريس الطلبة في الشمال الأفريقي هي نفسها التي سادت بالصحراء وغرب أفريقيا والساحل، وأن المنطقة كلها تقرأ القرآن برواية ورش إلى آخر كلامه[2].
لا شك أن الوسائل التعليمية والمناهج في شمال النيجر ينطبق عليهم كلام عبد السلام يوشارن حيث قال: وبصدد الحركة العلمية والثقافية الإسلامية التي عرفها هذا الجزء من صحرائنا الواسعة نرى أنه من حق العلم علينا وحق أعلامه ورجالاته الذين سخروا حياتهم لهذه المهمة النبيلة أن نعود إلى الوراء قليلا لنقف على حجم المجهودات الجبارة التي بذلت حتى أعطت ثمارها .. إلا أن قال حول المدارس الشعبية أو الأوقاف أو المحاضر: وتتكون أساسا من الزوايا التي كان الأهالي في كل منطقة يزودونها بما يكفيها من المؤن، وذلك باقتطاع مساحات من الأراضي الزراعية في أماكن الاستقرار لقائدة المدرسة أو الزاوية، وبتعيين رؤوس من الماشية في حالة البادية ( الرحل)، وبالنتيجة كانت المدارس أو الكتاتيب تخضع لنظام حياة البيئة المحيطة، فهي مستقرة في الحالة الأولى متنقلة في الحالة الثانية، وبالطبع كانت أهمية المدرسة متناسبة طرديا مع السكان، فستجد أهمية مركزها من كثافتهم ومن استقبالها للطلاب وغزارة المواد التي تدرس بها، ويؤمن هذا التعليم معلمون متنقلون أحيانا يلتزمون بتدريس عدد من التلاميذ ويتولى أولياء التلاميذ تأمين معاش المعلم بوسائلهم المتاحة[3]. إلا أن بعض الشيوخ القائمين على التعليم في محاضرهم الخاصة في ( آيير آزواغ) ينفقون على تلاميذهم على حسابهم الخاص، وتبدأ مرحلة التعليم الأولى بتحفيظ القرآن وتدريس بعض النصوص المختصرة من العقيدة والفقه والنحو والصرف واللغة، حيث يبدأ التلميذ بحفظ مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة أو العقيدة السنوسية أم البراهين، ومختصر الأخضري في الفقه أو العشماوية والأجرومية في النحو، ثم ينتقل إلى مرحلة أعلى فيدرس الرسالة لأبي محمد بن أبي زيد القيرواني بشكل كامل ويدرس مختصر خليل مع بعض شروحه، منظومة المقري المسماة" إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة" ويدرس ألفية ابن مالك في النحو ثم يتوسع حسب الإمكان من دراسة الكتب ومطالعتها في العقيدة والفقه واللغة والسيرة والحديث والتاريخ، وبعض الطلاب إذا ذاق طعم العلم يرحل في طلبه خارج منطقته فيرجع متضلعا في العلوم ويباشر التعليم بنفسه، وباختصار شديد، فالمنطقة يشملها قول الدكتور محمد الفران : إن المنهج التعليمي الذي ساد في بلاد السودان لا يختلف عن باقي البلدان العربية الإسلامية الأخرى، إذ كان يتضمن في مرحلته الأولى تحفيظ الصبيان القرآن الكريم وتلقينهم المبادئ الإسلامية للدين الإسلامي الحنيف، وإلى جانب ذلك يتلقون دروسا في قراءة اللغة العربية وكتابتها، أما المرحلة العالية فكان التعليم فيها يشمل جميع العلوم العربية الإسلامية النقيلة والعقلية كالتفسير والحديث والفقه والنحو والصرف والبلاغة والبيان والمنطق والتاريخ وغيرها من المعارف التي تشكل الدعائم الأساسية للحضارة الإسلامية[4].
بقلـم: أحمــــد خميــس نـــوح الأزوادي
[1] مقابلة مع الشيخ / عمر السني بتاريخ ....
[2] محمد أحمد شفيع: أعمال الندوة ص 164-165
[3] عبد السلام بوشارب ، الهقار أمجاد وأنجاد ص 90-91
[4] د. محمد الفران ، الندوة ، ص 132
طـــــــرق الكفـــــــــاح ...
الكفاح من أجل قضية معينة لا يتوقف أبدا إلا بتحقيق الأهداف السامية لتلك القضية وأما طرقه فتعدد طبقا لطبيعة الظروف التي تواجه أصحاب تلك القضية .
فطرق الكفاح المسلح القديمة والمباشرة لم تعد ذات نتيجة ، لأن العدو استحدث أساليب شتى لا تتناسب والمواجهة المسلحة حيث أنه لا يحارب وجها لوجه بالرصاص وإنما يحارب بالدهاء وبالقانون والمجتمع الدولي والأمم المتحدة وسياسات القوى المهيمنة على العالم .
لذلك يتوجب علينا وبأقصى سرعة أن نغير طريقة كفاحنا ونحارب بطرق سلمية وقانونية وأن نغزو عالم هذا العدو الذي صنعنا منه عملاق في مخيلاتنا ولكنه في الحقيقة عملاق من ورق،ونغير الصورة النمطية التي نقشها العدو في أذهان شعوبه المسكينة عنا والتي تصورنا دائما على أننا متمردين وقطاع طرق وهمج ، ونبين للعالم أجمع أننا شعب يمكن التعايش معه ولكننا شعب لا يستسلم ولا يتنازل عن حقوقه في أرضه كبقية شعوب الأرض وأن الهدف من الكفاح هو العيش بكرامة ، وأن العنصرية المقيتة والتعصب الجهوي واللوني والكلامي لا يخدم أي إنسان وأن الأرض خلقها الله لكي نعيش عليها جميعا ونعبده بدون تفاخر ولا تكبر على الآخرين .....
بقلم : محمد آكلي شكا