arenfr
المحرر

المحرر

الأربعاء, 23 آب/أغسطس 2017 12:58

طوارق ليبيا وإنتظار حقهم في المواطنة

 

تكفل جميع دساتير العالم حق المواطنة الذى يعتبر حق من الحقوق الطبيعية، التى لايمكن المنازعة عليها، وتمثل المواطنة رابطاً بين الفرد والدولة حرم طوارق ليبيا منه، لأسباب إقصائية تهميشية، ليمنع أبناءهم من دخول المدارس والسفر والعلاج، وكأنه يكفى فقط أنهم يولدون ويموتون على هذه البقعة دون أى حقوق، وأهداف، وطموح، ودون أى مشاركة فى بناء ذلك الوطن .

يقول ولد الطفلة أمل "ان ابنته حرمت من تلقى التعليم الاساسى فى احدى المدن الليبية لانها لاتملك رقما وطنينا" .

يتجاهل الجميع هذه الكارثة التى يتعرض لها مكون الطوارق فى ليبيا، ولكن لم يقفوا الطوارق مكتوفى الأيدى، بعد قيام الثورة الليبية قاموا بعدة وقفات إحتجاجية ونددوا مطالبين بحقهم فالمواطنة ومساواتهم بباقى المواطنين، فخرجوا لإجهاض تلك الجهود بما يسمى بالرقم الإدارى كإجراء مؤقت لحين إتمام حصولهم على حقهم، ولكن مازال طوارق ليبيا ينتظرون إتمام إجراءات حصولهم على حقهم في المواطنة.

بقلم : مريم الأنصاري

الأربعاء, 23 آب/أغسطس 2017 12:57

إلــى متى تجمعنا وحدة واحدة

بعد توقف دام أكثر من عام ها نحن اليوم نشهد انطلاقة لموقع توماست  انطلاقة فريدة من نوعها وهي الانطلاقة الصحيحة نحو مستقبل الإعلام لتوماست وهي فتح موقع ويب مع تطبيق يمثل أول تطبيق لتوماست وسط تطبيقات العالم مما لاشك فيه أن هذا الإنجاز المتمثل في فتح موقع رسمي لقناة توماست يعد النواة الأولى لفتح الفضائية من جديد كما يعد انتصاراً كبيراً لإرادة شباب توماست نحو قبول التحديات والصمود في وجهها والانتصار والتغلب عليها.

 فكرة إنشاء موقع للقناة أولاً فكرة جيدة تؤكد حرص إرادة توماست على المضي قدما نحو تحقيق هدف الأمة الواحدة المتمثل في إيجاد وسيلة إعلامية أو مؤسسة إعلامية كبيرة جدا مستقبلا في كافة المجالات الإعلامية سواء المقروء أو السمعي البصري، وهذا التخطيط السليم الذي حرص عليه أبناء توماست سوف يصل ويحقق هدفه بإذن الله  تعالى طالما أن هنالك من أبناء توماست  من سخر كل وقته وجهده في سبيل رقي وتقدم الإعلام الذي يمثل ثقافة توماست بين شعوب العالم أسوة بباقي الشعوب وحرص هؤلاء الأبناء البررة القلة الساهرة في سبيل وضع أو إعادة مكانة توماست التاريخية  وسط شعوب العالم حلم طال انتظاره حلم يتقدم خطوة خطوة إلى الأمام وينتصر رغم كل التحديات والعوائق رغم كل شي مسألة وقت ونرى إعلام توماست يغزو العالم بكل الوسائل الإعلامية الحديثة حلم ربما طال وربما لا ينقصه سوى وحدة أبناء توماست  أنفسهم فمتى نرى بحق وحقيقة أبناء توماست يضعون أيديهم فوق أيادي بعضهم البعض  ويساهمون  بالنهوض بأنفسهم وأمة توماست جمعاء ام آن الآوان يا شباب توماست ماذا بقي فتح القناة تستطيعون ذلك بقوة الإرادة والوحدة والتكاتف والتعاضد حتما سوف نتجاوز كل الصعاب وكل التحديات برغبة جامحة  صادقة سوف نتغلب ونصل فمتى يا ترى نرى أبناء توماست تجمعهم وحدة فعل وليس اقوال ..

بقلم/ أحمد ناصر  الأزوادي

الأربعاء, 23 آب/أغسطس 2017 12:44

لا تيأس ولا تفقد الأمل وتفاءل

.." إذا فقدت مالك فقد ضاع منك شيء  له قيمة ، وإذا فقدت شرفك  فقد ضاع منك شئ لايقدر بقيمة ، وإذا فقد الأمل فقد ضاع منك كل شيئ"

لم تكن قناة توماست إلا برق ساطع من الأمل أنار أركانا بعيدة في لحظة تاريخية مهمة ...برق كاد يذهب بأبصار  الحاقدين  ودعاة اليأس ، فجأة شعر إنسان تينيري  بأنه سيكون شيئا  مذكورا  بعد عهود التعتيم  وصلوات  التأبين   علي آدميته  وثقافته  وقيمه  ....حتي علي تلك الأرض التي أصبحت   قبلة الغزاة  الجدد  يبثون  فيها آفات أفكارهم  الملوثة  .

توماست ليست لفظة مشبعة بالأنانية  وحب الذات كما يحاول  حملة مطافي  اي بصيص امل يلوح  في  آفاق  ساكنة تينيري    ...لسان حالهم يقول " كونوا  في الهامش  "

توماست محاولة جادة لإعادة الإعتبار الثقافي والفكري  لسكان تينيري  الذين تقاسموا  كل شيئ " الماء.. الكلأ  .... الظلم ...التعتيم  ....الرياح العاتية ... الشمس المحرقة  ....."

هنا إذ نحي  ذكري افتتاح قناة توماست وانطلاق موقع توماست ويب ..نجدد الأمل في النفوس وشحذ  الهمم ولعلها  أيضا فرصة نداء للأقلام  الحرة غير المشبعة بالأنانيات  وآفات  التقليد  للإسهام  في هذه المساحة بأفكارهم  النيرة  .

ختاما بكل تأكيد الشعب لا ينتظر من مثقفيه  انتزاع  الحرية بحزام ناسف فقط تعليق قناديل الأمل امام عتبات بيوتهم المتعبة  بقهر السنين .

أيوب أغ شمد باريس 22/8/2017

   

في هذا العالم الشاسع المتنوع والمترامي الأطراف تعيش أمة مظلومة في واحدة من بين قاراته السبعة وبالتحديد في القارة الإفريقية وفي الجهة الغربية منها وخاصة عبر الصحراء الممتدة من حدود موريتانيا شرقا إلى حدود الجزائر جنوبا وصولا إلى النيجر وصحراء تينيري شمالا حتى تخوم اتشاد هناك تعيش أمة مقاومة وابية لا تعرف الاستسلام سوى لرب الانام إنها أمة "أزواد ".

لقد كانت أرض أزواد بثروتها المتناثرة وبغزارة علمها وبتنوع ثقافتها وبطيبة شعبها مصدر إغراء ومحط أطماع للغزات المستعمرين من جميع أنحاء العالم.

وهذا ما برهن عليه الغزو السعدي في نهاية القرن السادس عشر وما تلا ذلك من نهب للثروات الأزوادية على أيدي البشوات الغادرين وتدمير كل ماهو موجود من الموروث الثقافي لأزواد في تلك الحقبة وما قبلها ثم القضاء نهائيا على الثورة العلمية التي أحدثتها إمبراطورية السنغي الأزوادية بقيادة الاسكيات وعلى رأسهم الملك المسلم العادل أسكيا محمد وأسكيا نوح وغيرهم .

وبالرغم من صعوبة هذه الفترة الزمنية ومشقتها وشدة محنتها على الشعب الأزوادي إلا أنه تجاوزها بسرعة وعاد يلملم صفوفه ويضمد جراحه من جديد وفي بداية القرن الثامن عشر كاد الشعب الأزوادي أن يكون قد تعافى نهائيا من وقعة هذه الصدمة فأخرج للعالم  عدة علماء اجلاء متمكنين لا يخشون في الله لومة لائم (من الطراز الأول) وسلاطين وامراء أقوياء وعادلين وعادت الحركة العلمية لازدهارها بعيد الغزو السعدي كما أفرز اندماج غزات الأمس من الرماة والبشوات بسكان أزواد الأصليين "ككتيل" ثقافي في منتهى الجمال والروعة وكل ذلك من قوة الشعب الأزوادي وصلابته أنظروا كيف امتص الغزاة حتى ذابوا بداخله وبكل هدوء معيدا إلى الأذهان قصة بغداد مع المغول.

نعود مجددا ونذكر بأن ثروات أزواد وازدهاره العلمي والاقتصادي كانا دئما هما السبب في جعله عرضة للغزو والاستعمار وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد وهذه المرة الخطر يأتي من بعيد من الغرب ومن أوروبا وخاصة فرنسا التي بدأت تهتم كثيرا بأزواد وبتينبكتو ذائعة الصيت وخصصت لذلك جائزة مالية لمن يصل إليها ويكتشفها لأول مرة.

 تسارعت الأحداث وفي نهاية القرن التاسع عشر وبالتحديد سنة 1894 وصلت فرنسا إلى ميناء كبرا متجهة إلى العاصمة الثقافية لأزواد تينبكتو العجيبة.

هنا بدأت مرحلة جديدة لاستعمار جديد وغزاة جدد بدين جديد مما يتطلب خلق  وسيلة جديدة لمحاربتهم أو رسم خطة لإعلان الجهاد أو المقاومة وهذا ما حدث بالفعل ولم يتخلف عن ذلك سوى قلة قليلة من الشعب الأزوادي أما الجمهور الأغلب فنادى بالجهاد ضد الفرنسيين.

منذ الأيام الأولى تلقت فرنسا وجيشها ضربات مؤلمة من قيادة المقاومة الأزوادية وكانت معركة " تكوباو أو تنبلا " واحدة من أشهر معارك المقاومة الأزوادية ضد المستعمر الفرنسي وكذلك معركة "إكنكن " وغيرها كثير من المعارك التي لقن فيها أبطال المقاومة الأزوادية فرنسا وجيشها دروسا لن ينسوها  أبدا.

ولم ينتهي الأمر بعد بل اشتعلت المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي في كل مكان من أزواد وعلم الفرنسيين أن لا قبل لهم بمجابهة الشعب الأزوادي عسكريا رغم تفوقهم اللوجستي وعندها قرروا تغيير الاستراتيجية العسكرية وإحلال الاستراتيجية السياسية محلها التي ستتركز على سياسة التفرقة المعروفة "بفرق تسد"  هنا بدأت فرنسا في بث أعينها في كل مكان ودست عملائها بين الجميع وانتهجت سياسة التفرقة والتشتيت وزرعة الأحقاد واصطنعت النزاعات الوهمية بين مكونات الشعب الأزوادي الواحد حتى أضعفت الجميع واثخنته وعندئذ أجهزت عليه كليا واخضعته.

خلال هذه الفترة فتت فرنسا المفتت وجزأت المجزأ وحالت بين المرء وجوزه وشقيقه وصديقه وأخيه وحليفه وجاره.

وفعلت بنا الأفاعيل وبعد أن أنجزت مهمتها وانهبت من ثرواتنا ما نهبته وقتلت منا من قتلته وقضت على اللحمة الاجتماعية للشعب الأزوادي نهائيا ها هي فرنسا تحزم حقائبها للرحيل وتوزع صكوك الاستقلال في كل مكان إلا أزواد والسبب في ذلك معروف وهو أن فرنسا ذهبت مكرهة من أزواد وأنها لم تنسى الضربات الموجعة التي وجهها لها الشعب الأزوادي على يد أبطال مقاومته المجاهدين,  لم تنتهي جرائم فرنسا في حق الشعب الأزوادي بعد بل هناك جريمة أخرى قادمة وهي أكبر من الجميع ألا وهي نيتها في الحاق أزواد بمالي ويا لها من جريمة نكراء لم يضعها الشعب الأزوادي في الحسبان .

في الستينات من القرن الماضي وخاصة في 22 سبتمبر 1960 تم إعلان دويلة مالي دولة مستقلة وازواد من ضمنها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

جاءت مالي الجديدة وريثة فرنسا الإمبريالية وعاثت في الأرض فسادا فحرقت البلاد وقتلت العباد وشوهت التاريخ وافسدت الثقافة فثرنا ضدها أولا وثانيا وثالثا ورابعا وما زلنا ثائرين حتى هذه اللحظات ولكن لم نحصل على استقلالنا بعد.

علينا كأمة أزوادية واحدة تقاسمت عبر التاريخ حلاوة الأيام ومرارتها علينا  أن نتحد هذه المرة وأن نقف صفا واحدا متراصا في وجه العدو الذي فعل بنا الأفاعيل لأن أمة أزواد لا تقهر إذا اتحدت.

نحن اليوم نعيش في عالم السرعة والتكنلوجيا عالم القرية الواحدة فيجب علينا فهم الأمور على حقيقتها إلى متى سيستمر مالي بضرب بعضنا بالبعض لإفشال مشروعنا وإجهاض قضيتنا المشتركة , إن عصر ضرب الحديد بالحديد ولى ولم تعد هذه السياسة تجدي إلا في أزواد حيث يتم تجنيد الأخ لقتال أخيه .

إلى متى سنستمر في النظر إلى شعوب العالم وهي تتحرر وتستقل واحدة تلوى الأخرى ونحن مازلنا على حالنا هذه لقد فعلها الشعب الكردي ولكن تاب من ذنبه واتحد وها هو الآن أصبح قاب قوسين من الاستقلال  كما فعلها شعب جنوب السودان الذي نال استقلاله أيضا والأمثلة في عالمنا كثيرة جدا.

إن ما يؤلم الشجرة ليس الفأس الذي يقطعها أو يد القاطع الذي يوجه لها الضربات إنما يؤلمها كون مقبض الفأس من عود الشجرة ذاتها.

على الشعب الأزوادي بكل مكوناته الأربع، الطوارق العرب السونغاي والفولان عليهم أن يتحدوا ويضعوا حدا لعربدة دويلة مالي داخل أرض أزواد.

فرنسا أتت لإنقاذ مالي من جديد ولإبقائه جاثما على صدورنا لمدة أطول وعلينا رفض ذلك تماما .

إلى متى ستستمر وصاية مالي على شعب أزواد بإيعاز من فرنسا والشعب الأزوادي قادر على انهائها في لحظات.

إن أهل أزواد هم من يسيطرون الآن على كامل التراب الأزوادي وما ينقصهم سوى التفاهم على طريقة تسيير أرضهم وطرد موظفي دويلة مالي إلى بماكو.

على الجميع أن يفهم أن فرنسا ومالي وجهان لعملة واحدة فيما يتعلق بملف أزواد ونحن نتذكر جيدا خطاب الرئيس الفرنسي افرنسوا هولاند عندما قال أن قوات فرنسا المتدخلة في أزواد هدفها هو الحفاظ على وحدة التراب المالي في إشارة منه إلى أن أزواد سوف يبقى ضمن التراب المالي.

هذا كذب وافتراء وتاريخ أزواد لم يبدأ عند التدخل الفرنسي الأول ولن ينتهي عند التدخل  الأخير نحن نعرف تاريخنا جيدا ونعرف أننا لم نكن في يوم من الأيام تابعين لأحد وسوف لن نرضى بذلك أبد الآبدين.

أين كانت بماكو عندما كانت تادمكت عاصمة أزوادية مشهورة ومزدهرة وزارها الرحالة ابن بطوطة وتحدث بإعجاب عن ما شاهده بها.

وأين كانت عواصم أخرى في المنطقة عندما كانت تينبكتو وغاوا وجيني عواصم أزوادية مزدهرة علميا واقتصاديا وإداريا ودينيا.

أزواد كان دولة مستقلة إن لم نقل أنه كان دولا وامارات وامبراطوريات متعددة ومستقلة , وشهرة رموز أزواد تفوق شهرة كل رموز الدول المجاورة إن لم يكونوا هم نفسهم.

على كل مكونات الشعب الأزوادي الأربعة  أن تحارب الفقر والجهل والمرض ونهب المقدرات الذي تمارسه فرنسا وعميلتها دويلة مالي في أزواد بدلا من تجنيد أبنائهم لمحاربة إخوتهم الذين يطالبون الانفصال لصالحهم جميعا.

وعلى جميع مكونات الشعب الأزوادي أن تتحد وتعيش مع بعضها كإخوة بدلا من أن تختلف فتموت معا كالأوغاد.

                                                                                                                                                                                    كتب/ أ. بابا سيدي محمد الفردي                                          

يسود الكثير من اللغط لتاريخ إقليم أزواد ومسيرة شعبه المريرة في النضال من أجل تكوين كيان منفصل ومستقل عن دويلة مالي العنصرية. وجل الذين كتبوا أو يكتبون على هذا الجزء المهم من العالم، إما أنهم يجهلون أو يتجاهلون جذور المشكلة الحقيقية٬ أو أنهم لا يملكون دراية كافية عن الحقائق التاريخية والظروف التي أدت وقادت هذا الشعب المضطهد إلى رفع السلاح في وجه المستعمر الفرنسي في فترات مبكرة من دخوله لمنطقة الصحراء قبل أن يعودوا ويرفعوه مرة أخرى على الأنظمة الجائرة التي مكنتها فرنسا عليهم عنوة.

وقبل أن أتناول بعض التفاصيل البسيطة لمسيرة نضال هذا الشعب وثوراته ضد الظلم والاضطهاد لحكومات مالي المتتالية، سوف احاول تسليط الضوء على أصل تسمية الإقليم قبل المرور بشكل مقتضب على أهم الثورات التي قام بها الطوارق والعرب معا في الإقليم ضد جور حكومات المنطقة خاصة مالي ودور فرنسا ودول الجوار في محاولة وأد هذه الثورات التي تقام بين حين وآخر.

أصل تسمية أزواد:

صحراء أزَواد أو صحراء (أزَواغ ) هي المنطقة الصحراوية الواقعة في الطرف الجنوبي الغربي للصحراء الكبرى التي  تشمل المناطق الكبرى مثل تين بكتو غاو وكيدال.  وقبل ترسيم الحدود الدولية وحتى في وقت قريب، كانت التسمية تطلق على بعض مناطق أزواغ وأيار (شمال النيجر) خاصة على منطقتي طاوة وأغاديز. وتستخدم تسمية «أزَواد» في إقليم أزَواد بينما التسمية الشائعة في النيجر هي "أزَواغ" وهي الأقرب إلى أصل الكلمة. ولكن منذ خروج المستعمر الفرنسي اقتصر استخدام الكلمة فقط على الجزء الشمالي من دولة مالي الحالية. 

أهم ثورات الإقليم:

لم يشعر الشعب الأزوادي يوما انه جزء من الدولة المالية، ولا الشعب المالي شعر يوما أنه جزء من أزواد، بل بقي الشعبين منذ الزواج القسري في عام 1960 (تاريخ ترسيم الحدود المشؤومة) برعاية فرنسية يسيران في اتجاهين وخطين متوازيين وربما سيظلان كذلك حتى يوم إعلان الطلاق والانفصال النهائي الذي بات لا ريب فيه. ويمكن أن نقول بجدارة أنه لا يوجد شيء يجمع بين هذين الشعبين سوى الدين الإسلامي٬ أما اللغة والثقافة والعادات والعرق فهي مختلفة تماما.  الشعب الأزوادي بطبيعة الحال٬ ينتمي إلى حضارة شمال افريقيا والى الامة الامازيغية وليس إلى أدغال القارة السمراء. هذا الاختلاف البين في كل شيء بين الشعب الازوادي والمالي، هو الذي أسس لبذور الثورات والانتفاضات الأزوادية التي لم تنطفئ نيرانها منذ خروج المحتل الفرنسي من المنطقة حتى يوم الناس هذا٬ وهو ما يعكس حقيقة مدى استحالة التعايش السلمي بين الشعبين وحتمية الانفصال عاجلا ام اجلا.

عندما عجزت فرنسا في فرض سيطرتها على الطوارق واخضاعهم لقوانينها التي كانت تطلق عليها آنذاك "بالمدنية" التي تمرد عليها الطوارق حتى انهم رفضوا حتى ارسال اطفالهم الى مقاعد المدارس الفرنسية تعبيرا عن اشمئزازهم من رائحة المستعمر "الكافر"، وبعد الفشل الذريع لفرنسا وأعوانها من الأفارقة في بسط نفوذ سيطرتها على مناطق الطوارق (جنوب الجزائر وجنوب ليبيا وشمال مالي والنيجر) إلا في فترات متأخرة من حملتها العسكرية في أفريقيا حيث كانت منطقة الطوارق آخر منطقة يتم إخضاعها للسيطرة الفرنسية في أفريقيا. ولم يكن لفرنسا أن تخضع هذه المنطقة إلا بعد أن قامت بتطبيق سياسة "فرق تسد" لكسر قوة مقاومة فرسان الطوارق الذين يعتمدون على معرفتهم الجيدة بتضاريس الأرض بجانب الى الرماح والسيوف بينما تعتمد وحدات المشاة الفرنسية على أحدث التقنيات العسكرية وعلى قوة البارود والرصاص، فلم يكن أمام الفرنسيون الذين مَنَّو بهزائم نكراء على يد الطوارق إلا الضرب على وتر القبيلة وعنصر الجهوية لتحقيق النصر٬ وهو نفس الوتر الذي تضرب عليه أي قوة أخرى حتى اليوم تسعى لبسط نفوذها على الطوارق. فالقبلية آفة، القبلية جهل٬ القبلية سرطان خبيث لا يمكن أن تحيا أو تتقدم أي أمة طالما لم يتم استئصاله من جسدها!

ففي عام 1960-1963 بادرت فرنسا الاستعمارية برسيم الحدود المشؤومة وتقسيم أراضي الطوارق التقليدية بين عدة دول بغية إضعافهم وسهولة السيطرة عليهم بعدما نجحت في تأليب بعضهم على بعض في حروب قبلية دامية. وكنتيجة لهذا التقسيم الظالم٬ قامت فرنسا في عام 1963 بإهداء الجزء الغربي المتاخم للصحراء جنوب الجزائر الحالية إلى الجنرال الديكتاتور الشيوعي موديبو كيتا الذي لحق الإقليم عنوة إلى ما كان يسمى آنذاك بـ مملكة "مالي الإسلامية". الشيء الذي قوبل برفض تام من قبل سكان الإقليم من الطوارق والعرب وقاد إلى أول ثورة ضد الدولة المالية الوليدة التي كان يتزعمها الشيوعي الدموي موديبو كيتا.

ثورة الطوارق الأولى بعد الخروج الفرنسي ضد نظام الديكتاتور موديبو كيتا

بعد خروج فرنسا من القارة الافريقية مخلفة ورائها حدود سياسية جديدة التي لم يكن شعبنا يوما جزء ممن شارك في رسم ملامحها بل كان ضحية لهذه الحدود المختلقة ليس فقط في إقليم أزواد ولكن في كل مناطق الصحراء٬ حيث وجد الطوارق أنفسهم مجبرين في خوض غمار مقاومة أخرى ضد المستعمر الجديد خاصة في مالي والنيجر اللتين ورثتا الأساليب الاستعمارية عن مروضتهما القديمة المتمثلة في الدولة الفرنسية التي قامت بتسليم مصير أمة كاملة على طبق من ذهب لمستعمر جديد أسوأ بكثير منها.

 ففي عام 1963 كانت الثورة الأولى التي قام بها الطوارق تعبيرا لرفضهم بالحاقهم الى مملكة مالي. ووجهت تلك الثورة بقمع رهيب٬ وكانت ثورة دموية بكل ما تحمله الكلمة من معنى التي راح ضحيتها مئات من الطوارق والعرب في مجازر جماعية ناهيك من آلاف   المهجرين الذين هجروا إلى دول الجوار مثل موريتانيا والجزائر التي لا تقل عدوانية ووحشية من مالي أو النيجر. ولم تكتف مالي في حربها الشعواء على المقابر الجماعية والتهجير القسري والتصفيات العرقية فقط، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير في تسميمها للآبار وحرق للحيوانات واقتيادها  ما تبقى منها نحو مناطقها الفقيرة في أقصى الجنوب.

انتهت ثورة 1963 بالفشل التي قامت بها مجموعة محدودة جدا من الطوارق ذوي الإمكانيات البسيطة (بندقية واحدة وأربعة رجال) بعد تكالب دول الجوار مع النظام المالي العنصري ضد زعماءها. ومن بين هذه الدول التي لها تاريخ اسود مع قضية الطوارق هي الدولة الجزائرية وللاسف مازالت تمارس نفس الدور السلبي حتى يومنا هذا على الطوارق وعلى قضاياهم العادلة. حيث قام الرئيس الجزائري آنذاك بن بلة بتسليم مجموعة من قادة الثورة الذين حالوا الفرار إلى الحدود الجزائرية طلبا للحماية بعد أن نفذت ذخيرتهم٬ وبدل أن يقوم الرئيس الجديد بتوفير  الحماية اللازمة لهم كما تقتضي الاعراف و القوانين الدولية قام بتسليمهم كهدية إلى باماكو ليموت من مات منهم وتكتب الحياة لمن عاش منهم.

اليوم بعد أكثر من 54 سنة من النضال والمعاناة مازال النظام الجزائري يساند الوجود المالي ويحرم الشعب الأزوادي من نيل الاستقلال رغم التضحيات الكبرى التي قدمها الشعب الأزوادي إبان المقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي التي لعب فيها الطوارق دورا مشرفا لا يغيب إلا على ناكر جاحد. حيث كان الطوارق يتبرعون بأبلهم ومواشيهم وأبقارهم قبل إرسالها لثوار المقاومة الجزائريين الذين كانوا يخوضون حربا شرسة مع القوات الفرنسية في أقصى الشمال.  حتى أن الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة كان يقوم بدور جمع التبرعات والاتاوات بنفسه، وكان يصول ويجول بين مراعي ووديان أزواد تحت حماية فرسان الطوارق طلبا للمساعدة ولجمع الدعم اللوجستي لمقاتلي جبهة التحرير الجزائرية. ومع ذلك،ها هو اليوم لا يفارق كرسيه المتحرك ولكنه مازال ينكر على هذا الشعب المظلوم جميله وحقه في الحرية والكرامة كبقية شعوب الأرض.

في الجزء القادم من هذه السلسلة سوف نتناول بإيجاز أحداث ثورة 1990 والثورات التي تلتها قبل أن ننتقل إلى ثورات الطوارق في كل من اقليم ايار وازواغ ثم الجزائر وليبيا

                                                                                                                                                                                                          بقلم/ أكلي شكا -23-8- -2017 لندن

الخميس, 20 كانون1/ديسمبر 2012 12:44

من نحن ؟

«تـومـاســت » موقع ثقافي إخباري يومــي اسبوعــي شامــل مستقــل، تديره مجموعة  من كتاب وإعلامي الساحل والصحرا 

يعمل موقع «توماست» في مجال الإعلام المنطوق والمكتوب  الإلكتروني، ويسعى لتقديم أبرز الأخبار والتغطيات الصحفية على مدار الساعة، وفق القواعد المهنية الأصيلة.  وينفرد بحوارات وتقارير إحترافية حول كل ما يدور في منطقة الصحراء الكبرى. ويسعى موقع «توماست»  إلى أن يكون منبرا للآراء ووجهات النظر المتنوعة والمختلفة؛ لرسم رؤية موحدة من قبل ابناء المنطقة من اجل صياغة الخطاب العام الموجه الى الخارج لصالح قضايا ساكنة دول الساحل والصحراء العادلة.  

المـيـثـاق:-

بناء على ضرورية العمل الدؤوب  من أجل بناء الساحل والصحراء، ونظرا لأهمية الإعــلام في توجيه الرأي العام وتوعية المجتمع والتاثير فيه لصالح المستقبل، فإننا رأينا إنشاء موقع إعلامي موسع يخدم مصالح مجتمعاتنا لتحقيق اﻷهداف الآتية:


:الأهــــــــداف:
1- متابعة التطورات العالمية من الناحية الإعلامية ' وخاصة التي تمت إلى مجتمعنا بصلة .
2- توعية المعنيين في المجتمع بواجبهم نحو الأمة من الحفاظ على أمجادها وتقاليدها وأعرافها البناءة، والجد في بناءها والتخطيط لمستقبلها ليكون مزدهرا سعيدا.
3- إيجاد رؤية إعلامية واضحة الهدف.
 4- إعادة كتابة تاريخ المنطقة على أيدي أبنائها.
 5- نبذ الجهوية والقبلية بين أبناء منطقة الساحل والصحراء وجميع أبناء القارة المجيدة والقارات الأخرى.
6- نشر ثقافةً التعايش السلمي والمحبة بين جميع أبناء الأمة المجيدة.
7- محاولة خلق جيل واع بقضايا أمته.

الصفحة 26 من 26